يتداول كثير من القادة والزعماء ومسؤولون أمميون تفاصيل المجاعة القائمة في قطاع غزة، ويحذرون من مخاطرها، ومن أرقام الوفيات التي يمكن أن تخلفها في حال لم يتم إدخال المساعدات الكافية سريعاً. لكن أحداً منهم لا يفعل شيئاً على أرض الواقع، ويكتفون بالحديث، وأحياناً التنديد، بينما يواصل الاحتلال الإسرائيلي قتل الفلسطينيين، بالقصف تارة، وبالتجويع تارة أخرى.
وقالت الأمم المتحدة، الجمعة، إن المجاعة في قطاع غزة "أصبحت شبه حتمية ما لم يتغير شيء"، وأكدت منظمة الصحة العالمية وفاة عشرات الأطفال بسبب سوء التغذية، مضيفة أن الأرقام المسجلة بالتأكيد أقل من الأرقام الفعلية. لكن الأمم المتحدة نفسها هي من قررت سحب أطقمها العاملة على الأرض من مناطق شمالي القطاع ومدينة غزة، استجابة لتهديدات الاحتلال، تاركة الفلسطينيين لمصيرهم.
ولدى وكالات الأمم المتحدة الإنسانية معايير لتحديد حالة المجاعة، لكنها لم تعلن بعد في قطاع غزة رغم الوضع الكارثي. يقول الناطق باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، ينس لايركه، إنه "حتى إعلان حالة المجاعة، سيكون الأوان قد فات بالنسبة إلى كثيرين"، ويضيف: "كان الناس يملكون الطعام، وكانوا قادرين على إنتاج طعامهم، والآن أصبح إنتاج المواد الغذائية في غزة شبه مستحيل، وكان صيد السمك مصدراً مهماً للتغذية والدخل، لكنه توقّف تماماً. لقد دمّرت أسس معيشة الناس".
(العربي الجديد)