تبدو القطط وغيرها من الحيوانات الأليفة وكأنها تخفّف عن أطفال غزة أهوال العدوان الإسرائيلي المستمر منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وما يرافقه من موت وجوع ونزوح مستمر وإصابات وبرد ومرض، وغيرها الكثير.
الصور التي تلتقط للأطفال مع القطط التي ينقذونها من تحت الأنقاض أو ينتشلونها من الشوارع، أو تلك التي كانت في بيوتهم أصلاً، تظهر ابتسامات وحباً، وهو ما بات صعباً وسط حجم المأساة التي يعيشونها.
بالنسبة إليهم، باتت هذه القطط صلتهم بالحياة التي يجب أن يعيشوها، بدلاً من النوم في العراء أو في خيام لا تقيهم البرد. يستحق أطفال غزة، حالهم حال كل أطفال العالم، أن يلعبوا ويناموا في أسرّة دافئة. يستحقون الضحك وحضن العائلة. ولأن قلوبهم تعرف الحب، يحرصون على إطعام القطط وحمايتها، بما تيسّر. رغم قلة الطعام المتوافر، إلا أنهم مستعدون لاقتسامه مع القطط، علهم ينجون معاً من المجازر التي لا تتوقف.
وخلال الأسابيع الماضية، انتشرت في طرقات قطاع غزة، جثث لحيوانات نافقة وقطط وكلاب هزيلة تبحث عن أي شيء تأكله بين أكوام النفايات. وباتت الوجبة الوحيدة لهذه القطط والكلاب أجساد الحيوانات والطيور النافقة المتحللة في الطرقات، وتلك التي ألقاها أصحابها، مثل القطط المنزلية أو الحمام والعصافير بعد موتها.
(العربي الجديد، الأناضول)