كلّ شتاء تلبس لورينا ستابيت الجوارب الملوّنة التي تنسجها جدّتها للشعور بالدفء. وهي قرّرت في أحد الأيّام بيع هذه المنتجات في أنحاء العالم، مصحوبة بقصصٍ تروي الحياة في نيبال. تقول لورينا (32 عاماً)، التي ساهمت في تأسيس شركة "آجيز" في البلد الجنوب آسيوي، إنّ "كلّ قطعة لديها قصّة وقيمة تاريخية وثقافية". علماً أنّ كلمة "آجي" تعني "جدّة" باللغة النيوارية المحليّة. وتقدّم المجموعة قطعاً مصنوعة بأيدي أشخاصٍ كبار في السنّ، هنّ جدّات في أغلب الأحيان، من ملابس صوفية وبطّانيات وأساور وحلي. وتُرفق بمدوّنات صوتيّة فيها قصص أو أغنيات تروي حياة هؤلاء الحرفيين من خريف العمر. وباتت لورينا تتعاون مع نحو ثلاثين حرفيّاً متقدّما في السنّ، من الجنسين، لكنّ معظمهم من النساء، اللواتي يستخدمن تقنيات ومواد تقليدية في نيبال. وتُباع القطع في متجرين، في وادي كاتماندو وعلى الموقع الإلكتروني الأميركي "إتسي". ومن اللافت، مشاركة أولاد الحرفيين وأحفادهم في المشروع، بهدف توطيد الروابط العائلي، خصوصاً بين الأجيال.
ليس من الشائع في نيبال أن يعمل كبار السنّ، بل واجهت لورينا صعوبات جمّة لإقناع الأسر بأنّ الرفاه البدني والعقلي لشخصٍ متقدّمٍ في السنّ يتعزّز بممارسة نشاطٍ ما. لكنّها ثابرت في مساعيها، بفضل جدّتها، التي تقول: "العمل أفضل بكثير من أن يبقى المرء مكتوف اليدين".
(فرانس برس)