شيئاً فشيئاً، يحاول اللبنانيون استعادة حياتهم، وحتى أولئك الذين دمرت بيوتهم أو تضررت. ثمّة إصرار على بدء العمل من دون انتظار أحد. وهذا لا يلغي حالة الحزن، وخصوصاً أن كثيرين خسروا أحباء وأحياء وبيوتاً.
وتشير التقديرات غير الرسميّة إلى أنّ عدد الوحدات السكنيّة المدمّرة بلغ 100 ألف وحدة سكنيّة، نصفها مدمّر بالكامل، علماً أن عملية المسح تحتاج إلى وقت ليس بقليل لتبيان عدد المباني والمنازل التي دُمّرت بالكامل أو جزئياً.
وقبل الاتفاق على وقف إطلاق النار، قدر وزير الاقتصاد أمين سلام الخسائر الحالية للاقتصاد اللبناني بأكثر من 20 مليار دولار، موضحاً أن إعادة الإعمار قد تتطلب ما بين 20 و30 مليار دولار. وتتكبد قطاعات حيوية خسائر جسيمة، منها مؤسسات صحية وتعليمية دمرت بالكامل، فيما خطة الطوارئ تحتاج إلى 250 مليون دولار شهرياً، على حد قوله.
يُدرك اللبنانيون أنّ أموراً كثيرة قد تستغرق وقتاً، بدءاً من الكشف على الأضرار والدمار وصولاً إلى إعادة الإعمار. ويدرك البعض أنه لا بديل حتى بعض الوقت عن الأماكن التي نزحوا إليها، سواء كانت بيوتاً مؤجرة أو بيوت الأقارب. في المقابل، ثمّة تكاتف شعبي يظهر في عمل أبناء الأحياء في بيروت والجنوب والبقاع على القيام بما أمكن من مبادرات فردية لإعادة الحياة إلى ما كانت عليه في أسرع وقت ممكن.
(العربي الجديد)