وقالت شبكة "تجمع أحرار حوران" المحلية إن الاشتباكات وقعت قرب بلدة المزيريب، غربي درعا، نتيجة هجوم "ثوار المنطقة الغربية على مقر لمجموعة مسلّحة متّهمة بتنفيذ عملية الاستهداف التي طاولت قيادات لجنة درعا المركزية، مساء أمس الأربعاء".
ورجح ناشطون من درعا وقوف عناصر من تنظيم "داعش" الإرهابي وراء الهجوم على موكب القيادات، بتنسيق مع الأجهزة الأمنية للنظام السوري، حيث تنتشر في المنطقة الغربية مجموعات مبايعة لتنظيم "داعش" كانت قوات النظام قد أفرجت عن بعضها مطلع العام الماضي، وأرسلتها إلى ريف درعا للقيام بعمليات أمنية محدودة تستهدف قياديين وعناصر سابقين في الجيش الحر.
كما أعلنت "مركزية درعا" عبر مكبرات الصوت في المساجد عن حظر تجوّل شامل في مدينة طفس لأسباب أمنيّة، وفق شبكة "أخبار درعا".
وكان رتل تابع لـ"اللجنة المركزية"، وهي مجموعة تضم قياديين سابقين في المعارضة السورية مكلفة بالتفاوض مع النظام السوري وروسيا، قد تعرض، الليلة الماضية، لإطلاق نار كثيف بالقرب من معمل الكنسروة شمال بلدة المزيريب، ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص من العناصر السابقين في الجيش الحر، وهم عدي الحشيش وعدنان يوسف الشنبور ورأفت البرازي، حيث فارقوا الحياة في مستشفى مدينة طفس.
كما أسفر الهجوم عن إصابة كل من القياديين محمود البردان (أبو مرشد)، وأبو علي مصطفى، التابع للواء الثامن المدعوم من قبل روسيا، والعنصر مهند الزعيم، إصابات بعضهم خطيرة.
وحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد توفي، صباح اليوم، قيادي في لجنة درعا المركزية متأثرا بإصابته جراء الهجوم، دون أن يوضح هوية هذا القيادي.
وقال الناشط الصحافي محمد الشلبي، لـ"العربي الجديد"، إن الهجوم جاء بعد ساعات على اجتماع ضم قادة ريفي درعا الشرقي والغربي في بلدة العجمي بريف درعا الغربي، والذي جرى خلاله بحث الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع قوات النظام لمنع اقتحام مناطقهم.
وأوضح أن الاتفاق مع قوات النظام قضى بوقف عملية الاقتحام التي كانت قوات النظام تحضر لها ضد قرى وبلدات في ريفي درعا الغربي والشرقي، مقابل القبول بنشر حواجز لتلك القوات في تلك المناطق.
واتهم ناشطون بدرعا عناصر ينتمون لتنظيم "داعش"، ومن ورائهم قوات النظام، بالوقوف وراء هجوم المزيريب، حيث تنتشر في المنطقة الغربية مجموعات مبايعة للتنظيم كان النظام السوري أطلق سراحها في وقت سابق.
وقالت شبكة "تجمع أحرار حوران" إن قوات النظام لم تكن ترغب في وقف عملية الاقتحام، إلا أن الروس ضغطوا باتجاه ذلك، في حين أن روايات أخرى تشير إلى عدم رضا أهالي درعا بما توصل إليه أعضاء لجنة التفاوض من اتفاق، وخاصة أنه يسمح للنظام بنشر حواجزه في المنطقة.
وتتألف لجنة درعا المركزية من وجهاء وقياديين سابقين في الجيش الحر، وتشكّلت عقب سيطرة قوات النظام على المحافظة قبل نحو عامين، ومهمتها التفاوض على ملفات تخص المنطقة مع الروس والنظام.