ولفت الباحث ذو التوجهات اليسارية، إلى أن تبرير ساندرز رفضه المشاركة في مؤتمر "أيباك" السنوي بأنه يمنح "منبراً للقيادات التي تنشر العنصرية وترفض منح الفلسطينيين حقوقهم الأساسية"، مسّ بمصداقية المنظمة وعراها؛ معتبراً أنه يتوجب على الساسة الأميركيين اقتفاء أثره لـ"فضح الخداع الذي تمارسه".
وأضاف غونين في مقاله أن تهافت الساسة، وتحديداً مرشحي الرئاسة من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، على طلب ود "أيباك" والحرص على حضور مؤتمراتها "لا يسهم في تمكينها من فرض أجندة الحكومات اليمينية في تل أبيب فقط، بل يمنح المنظمة أيضا الشرعية ويقدمها كحركة غير حزبية".
وشدد على أهمية اتخاذ ساندرز موقفا إزاء سلوك "أيباك" حتى يكشف "الملك عاريا أمام الجميع".
وأعرب عن أمله أن يمثل ظهور ساندرز مقدمة لصعود إدارة أميركية تعيد النظر في المساعدات العسكرية غير المشروطة التي تقدمها الولايات المتحدة لإسرائيل، مشيرا إلى أن الدعم الأميركي هو الذي جعل إسرائيل "تدمن استخدام القوة وتكون مستلبة لخيار ضم الأراضي الفلسطينية".
ولفت غونين إلى أن المحسوبين على "أيباك" نشروا على مواقع التواصل الاجتماعي قبل شهر بيانات حذروا فيها من أن الخطر الذي تمثله نائبات التيار التقدمي في الحزب الديمقراطي، رشيدة طليب وإلهان عمر وبتي مكولوم، على إسرائيل ومصالحها وعلاقتها بالولايات المتحدة يتجاوز الخطر الذي تمثله كل من حركة "حماس" و"حزب الله".
وأشار إلى أن الهجوم على عمر وطليب جاء بشكل خاص لكونهما "مسلمتين"، في حين أن الهجوم على مكولوم جاء بسبب تقديمها مشروع قانون في مجلس النواب يمنع الدول التي تحصل على مساعدات مالية من الولايات المتحدة من اعتقال الأطفال والتحقيق معهم، حيث إن مشروع القانون وجه لإسرائيل بسبب سياساتها التي تقوم على اعتقال الأطفال الفلسطينيين والتحقيق معهم واستخدام التعذيب ضدهم.
وأضاف غونين أن تطرف "أيباك" وانحيازها الأعمى لإسرائيل جعلها تحتج على مشروع القانون "لأنها ترى في كل طفل فلسطيني مشروع إرهابي في المستقبل".
ولفت إلى أن ""أيباك" تنفق عشرات الملايين من الدولارات من أجل توفير بيئة تسمح بتوفير غطاء أميركي لدعم السياسات المتطرفة التي تعكف عليها الحكومات اليمينية المتعاقبة في إسرائيل"، مشيرا إلى أن المنظمة تجندت لمواجهة المطالبة بفرض مقاطعة على منتوجات المستوطنات، علاوة على اعتراضها على الاتفاق النووي مع إيران، إلى جانب عدم ترددها في إلصاق تهمة اللاسامية ضد كل من يعترض على سياسات الحكومة اليمينية في تل أبيب.
وفي السياق، حذر إليكس جوف، الباحث البارز في "مركز بيغن السادات للدراسات الإستراتيجية" التابعة لجامعة "بارإيلان"، ثاني أكبر الجامعات الإسرائيلية، من أن صعود ساندرز وتبنيه المواقف الرافضة للسياسات الإسرائيلية "سيشجع المزيد من الساسة الأميركيين والقيادات اليهودية الأميركية على تبني النهج نفسه".
وفي تقدير نشره المركز، أشار جوف إلى أن رفض ساندرز إلقاء كلمة أمام المؤتمر السنوي لـ"أيباك" يدل على حجم الانقسام داخل اليهود الأميركيين، ليس فقط تجاه أنشطة "أيباك"، بل أيضا إزاء الموقف من إسرائيل.