وتُعد الرسالة الإيرانية للسعودية الأولى من نوعها، منذ انقطاع العلاقات بين البلدين عام 2016.
وقال رئيس مكتب الرئاسة الإيرانية محمود واعظي، في مقابلة مع صحيفة "اعتماد" الإيرانية، نشرتها اليوم الثلاثاء، إنّ بلاده "على قناعة بأن الأمن والاستقرار في المنطقة يجب أن يتم تأمينهما من قبل دول المنطقة.
وأشار واعظي إلى أنّ مبادرة "هرمز للسلام" حول ضمان أمن الملاحة في الخليج ومضيق هرمز، التي طرحها روحاني خلال شهر سبتمبر/أيلول الماضي بالجمعية العامة للأمم المتحدة، جاءت في هذا السياق.
وأكد واعظي أنّ "إيران والسعودية كانت تربطهما علاقات جيدة"، متهما الولايات المتحدة الأميركية باستهداف هذه العلاقات من خلال الضغط على دول المنطقة لتختار العلاقة مع إيران أو تأمين مصالحها.
وأضاف أنّ "السياسات الأميركية أصبحت أكثر وضوحا والدول الجارة باتت تدرك أن لا سبيل للهدوء في المنطقة وإنهاء الحروب والتفرقة إلا من خلال السلام".
وفي السياق، اعتبر واعظي أن إرسال الولايات المتحدة قوات جديدة إلى السعودية "يهدف إلى الضغط عليها وبث الفرقة والحصول على امتيازات"، لافتا إلى أن "هذه السياسة محكومة بالفشل بسبب التوجه الأخير لدى دول المنطقة للحوار حول تأمين أمنها".
وكشف واعظي أنّ روحاني أرسل إلى العاهل السعودي وقادة بقية دول المنطقة "رسالة واضحة بشأن إيجاد خط حوار"، مردفاً أنّ وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف "أيضاً أرسل رسائل نصية إلى جميع هذه الدول حول تنفيذ "مبادرة هرمز" للسلام وتشكيل تحالف الأمل لإعادة الهدوء إلى المنطقة".
وعن تداعيات التحالف البحري الأميركي العربي في الخليج على العلاقات بين دول المنطقة، قال واعظي إنّ بلاده "تعارض تشكيل هذه التحالفات وتعتبرها خطوة مخادعة ومسببة للتوتر"، معتبراً أنّ واشنطن أطلقت "تحركات جادة" لتشكيل هذا التحالف، بعدما علمت بـ"ظهور عقلانية لدى دول المنطقة لحل مشاكلها بنفسها".
وتأتي الرسالة بعدما أعلن الطرفان، أخيراً، تفضيلهما الحل السياسي والحوار لحل الخلافات بينهما، وسط جهود وساطة تقوم بها أطراف إقليمية، في مقدمتها رئيس وزراء باكستان، عمران خان، الذي أجرى زيارتين خلال الشهر الماضي، لكل من إيران والسعودية.
وفيما لم تكشف السلطات الإيرانية، الطريقة التي أرسلت طهران من خلالها الرسائل إلى قادة السعودية والبحرين، نظراً لانقطاع العلاقات مع الدولتين، أفادت تقارير إعلامية كويتية بأنّ الرسالة وُجهت عبر الخارجية الكويتية.
وبعد تحسين الإمارات علاقاتها مع إيران، خلال الفترة الأخيرة، بحسب تصريحات روحاني وغيره من المسؤولين الإيرانيين، علاوة على الزيارات المتبادلة بين البلدين، يتوقع محللون ومراقبون إيرانيون أن تُقدم الرياض على خطوة مماثلة تجاه طهران.