وأنهت الحركة مؤتمرها الاستثنائي مساء أمس وأعلنت عن تقديم المتحدث باسمها فتحي غراس كمرشح لرئاسيات 2019، في أول استحقاق رئاسي تشارك فيه الحركة التي قاطعت مجمل الاستحقاقات الرئاسية والبرلمانية التي جرت منذ عام 1995.
واعتبر غراس أن إعلان ترشيحه من قبل الحزب، والذي يعد تحولاً سياسياً نحو خيار المشاركة بعد سلسلة المقاطعات التي أعلنتها الحركة في السابق، يأتي على خلفية موقف نقدي وبعد إجراء الحركة لنقد ذاتي وتوصلها إلى وجود تحولات سياسية تتطلب دخولها المعترك الانتخابي.
ولم تعقد هذه الحركة الوريثة للحزب الشيوعي الجزائري مؤتمرها منذ 13 سنة، حيث ظل معلقا منذ وفاة زعيمها الهاشمي شريف عام 2005، بسبب مشاكل إدارية مع السلطات وعلى خلفية مواقف سياسية تعلنها الحركة التي تعارض سياسات الرئيس عبد العزيز بوتفليقة والحكومة، قبل أن يحصل الحزب السياسي على رخصة بعقد المؤتمر أخيرا.
وفي الفترة الأخيرة بدأ هذا الحزب اليساري في العودة تدريجياً إلى الساحة والمشهد السياسي والإعلامي، بعد فترة من الغياب بسبب انقسامات داخلية ومشاكل إدارية وسياسية منذ سنوات.
ويعرف عن "الحركة الديمقراطية الاجتماعية" مساندتها للجيش في قرار توقيف المسار الانتخابي في يناير/ كانون الأول 1992، بسبب موقفها المعارض للإسلاميين، وتحتفظ الحركة بموقفها المعارض نفسه للإسلام السياسي.
وانتقد ناشطون من اليسار خطوة إعلان الحزب عن مرشحه للرئاسيات بشكل مبكر، وقال نبيل فرقنيس إن قرار تقديم الحركة لمرشح للرئاسيات هو قرار انتحاري، مشيرا إلى أن المشاركة ودخول معترك الانتخابات الرئاسية لا يمكن أن تغير شيئاً أمام نظام شمولي ورجعي وقمعي وديكتاتوري، وأنها بذلك تعطي الشرعية للرئيس بوتفليقة الذي يرغب في الاستمرار في الحكم.