الأردن يؤكد حتمية استمرار "أونروا" حتى حلّ قضية اللاجئين

20 ديسمبر 2018
+ الخط -
شدد وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، على حتمية استمرار "أونروا" بأداء دورها إلى حين حل قضية اللاجئين، التي تعتبر من قضايا الوضع النهائي الرئيسة، وفق قرارات الشرعية الدولية وبما يضمن حق اللاجئين في العودة والتعويض.

وبحث الصفدي والمفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بيير كرينبول، خلال اجتماع في عمان اليوم، آلية العمل التي ستعتمد لضمان تلبية حاجات "أونروا" المالية العام المقبل، لتمكينها من الاستمرار بأداء واجباتها إزاء خمسة ملايين لاجئ فلسطيني وفق تكليفها الأممي.

واتفق الصفدي وكرينبول على أن تعقد وزارة الخارجية والوكالة اجتماعًا الشهر المقبل، لوضع خريطة طريق للبرامج التي سيطلقانها بالتعاون مع الشركاء الداعمين لـ"أونروا"، لضمان التدفقات المالية اللازمة، ووضع خطة تمويلية طويلة المدى، ودراسة برامج زيادة الفاعلية التي بدأتها الوكالة، وحشد الدعم لتجديد ولاية الوكالة التي ستطرح للتصويت العام القادم.

وقال الصفدي، في تصريحات صحافية مشتركة مع كرينبول، إن لقاءه المفوض العام جاء "استكمالًا لعملية التنسيق المنهجية المؤسسية التي بدأتها المملكة مع الأونروا، لضمان استمرار تدفق المخصصات المالية اللازمة لأداء الوكالة مهماتها المهمة والحيوية جدًا، لأكثر من 5 ملايين لاجئ فلسطيني".

وأوضح: "بدأنا هذا العام بعجز مالي فاق 440 مليون دولار، ومن خلال الشراكة والعمل معًا، وبالتعاون مع العديد من أصدقائنا وشركائنا في المنطقة وفي المجتمع الدولي استطعنا أن نخفض هذا العجز الآن إلى أقل من 20 مليون دولار".

وأشار إلى أن "الإنجاز لهذا العام كان جيدًا، وعليه استطاعت الوكالة أن تستمر في تقديم خدماتها للاجئين الفلسطينيين، وضمان استمرار فتح المدارس أمام أكثر من 500 ألف طالب لاجئ يدرسون في مدارسها.

وزاد أن "اجتماعه هذا اليوم مع كرينبول كان فرصة لنبدأ مبكرًا التخطيط للعام القادم، وتوافقنا على خطة عمل واضحة للتواصل مع أصدقائنا وشركائنا الذين نشكرهم على كل ما قدموه من دعم العام الماضي، بحيث نعمل وفق منهجية واضحة نخطط ونسير بخطى مدروسة باتجاه تلبية حاجات الوكالة".

ولفت إلى أن "العمل سيستهدف ضمان التمويل للعام المقبل من خلال خطة مالية لثلاث أو خمس سنوات، حتى يكون هنالك استقرار مالي، وبالتالي استقرار في قدرة الوكالة على القيام بدورها ودعم مبادرات رفع الفاعلية التي بدأتها الوكالة والتي أنجزت توفيرًا ضخمًا".

بدوره، أكد كرينبول تثمين الوكالة للجهود الأردنية لحماية "أونروا" ولسد العجز المالي الذي كان الأكبر في تاريخ الوكالة، والذي تم تجسيره من خلال العمل بشراكة كاملة مع الأردن الذي قاد جهودًا مؤثرة لتحقيق ذلك.

وقال إن "الأردن وقف مع كل مبادرة، وعلى رأسها مؤتمر روما الوزاري الذي نظمته المملكة، بالتعاون مع السويد وبرعاية مشتركة من الاتحاد الأوروبي وجمهورية مصر العربية، بوصفها رئيس اللجنة الاستشارية للوكالة وقتذاك، الذي أسهم في توفير دعم إضافي بقيمة مئة مليون دولار إضافي".

وأضاف أن "حملة (الكرامة لا تقدر بثمن) نجحت بامتياز، وسيتم تذكر ذلك على الدوام من طلاب 711 مدرسة تابعة للأونروا ممتدة من حلب إلى رفح".

كما قال إن "للأزمة المالية أبعاداً سياسية، وتشكل تهديداً وجودياً للوكالة"، مشيراً إلى أن "معاناة الشعب الفلسطيني على مدى 7 عقود من التشرد وامتهان الكرامة، زادت الطين بلة، وتحديداً على طلبة المدارس، ووُضعت الوكالة أمام مفترق طرق في مدى قدرتها على فتح المدارس للعام الدراسي الحالي".