Gensou Sangokushi: علبة شاي سحرية على كتف المحارب

12 يوليو 2022
ساهمت موسيقى العمل التصويرية بانتشاره (IMDb)
+ الخط -

ما زالت الملحمة الصينية الأساسية، "رومانسية الممالك الثلاث"، للمؤلّف لو غوانتشونغ، والمكتوبة في القرن الرابع عشر للميلاد، تشكل بئراً لا تنضب، ونموذجاً أدبياً وفنياً يُقَتبس منه في المسلسلات والأفلام والأوبرا والقصص الشعبية، وصولاً إلى ألعاب الفيديو بكل أنواعها. فهي كالعديد من أمهات الملاحم، الإغريقية والعربية والأوروبية، تتحدث عن كل شيء بطريقة فنية متينة مشوقة. تروي هذه الملحمة مرحلة الاضطرابات، ابتداءً من عام 170 ميلادي إلى عام 280، بدايةً عند نهاية "الهان" (السلالة الحاكمة حينها)، لتتَبع صعود الممالك الثلاث؛ "واي" و"شو" و"وو"، وبروز مئات الشخصيات ضمنها، وتنتهي عند توحيد الصين.

أخذ مسلسل Gensou Sangokushi خطاً موازياً لأحداث الرواية؛ خطاً خيالياً أعم وأسهل للتتبع، متناولاً صراع الخير المطلق والشر المطلق. فبسبب مشاعر الألم والخوف والندم عند الموتى، والفوضى التي خلفتها حروب تلك الحقبة؛ تشكلت كائنات شريرة تدعى موريو، تتغذى على ضعف الإنسان لتستحوذ عليه، وتعطيه القوة لتحقيق معتقداته الراسخة وأهدافه، فتحوله إلى ما يشبه الشيطان يتغذى على قتل الأبرياء.

تشكلت فرقة الصيادين السادسة، على يد السماويين، وهم مجموعة من الآلهة مسؤولة عن محاربة كائنات موريو، ولا تتدخل في شؤون البشر وصراعاتهم. قائد الفرقة، أوكي، نموذج بطل الشونين التقليدي، قُتل والداه وكل من في ملجأ الأيتام الذي نُقل له بعدها موريو. يسعى أوكي إلى الانتقام، ويتعرف إلى أصدقائه خلال الرحلة. يستخدم الفرشاة والمحبرة التي تقدم له التعاويذ السحرية خلال المعارك. تظهر شونكيو، العازفة، وتحاول تطهير هذه الأرواح بعزفها كعضو مساعد في الفرقة بتوظيف جيد للموسيقى. تيكين، عضو فرقة الصيادين السابقة التي أبيدت، تضعه السماوية راشوكوجو أمام خيارين: إما الموت أو القتال؛ فيختار القتال. يتخصص تيكين بالنار والانفجارات، وعلى كتفه علبة شاي سحرية تتكلم، لم يبرر وجودها درامياً ولم تقدم شيئاً.

يركز السرد على علاقة أوكي بـ شوري، العضو الرابع في الفرقة، رغم أن هذه العلاقة لم تتوضح إن كانت علاقة حب أو علاقة أخوة. شوري ليست بشرية، هي من صنع السماويين وتسمى جيزان؛ إذ تتغذى على الأجواء القاتمة التي تفرضها كائنات موريو، وتتحول إلى شيطان بإرادتها لتحاربهم. قلبها مختوم بلعنة العودة من الموت، فكانت قد قتلت في الماضي وأعادتها السماوية بتعويذة محرمة لعنت قلبها.

يسعى ملك موريو إلى الحصول على قلبها، ليعيد كافة أرواح الموتى إلى الحياة بهذه التعويذة، بازدياد كميات موريو التي تتغذى عليها شوري، تزداد قوة واهتياجاً، إلى درجة قد تفقد السيطرة كما حصل معها في الماضي عندما هاجت وأبادت حلفاءها من الفرقة السادسة، واستطاع تيكين عندها الهرب، ما سبب خلافاً طويلاً بينهما.

تفرد لكل قصة حلقة. وعلى طول الـ 12 حلقة، عُرضت لنا الشخصيات وماضيها، ودخلت هذه الشخصيات في معارك توضح انتشار كائنات موريو في الصين؛ فالفلاح المضطهد من الجيش ومن "التايهيدو"، استحوذ عليه من موريو، والتايهيدو هي المنظمات السرية التي تتبع الدين التاوي، ما سمي لاحقاً بجيش القبعات الصفر في رواية الأصلية، ولواء يسعى إلى النفوذ فقد عقله.

سينما ودراما
التحديثات الحية

يظهر أيضاً تساو - تساو، أحد ملوك الممالك الثلاث، لكن من دون قول اسمه. وبعدها يظهر أبطال مسلسل "صقور الأرض" الصادر عام 1991؛ القائد العادل ليو بيه – عبد الرحمن وجانق في – حكمت وكوان يو – حمزة، الذين لم يولدوا في نفس اليوم، لكنهم تعاهدوا تحت شجرة الدراق على الموت في نفس اليوم.

تستحوذ موريو على جانق في وهو مخمور، بعد رفض أصدقائه الانقلاب على الحاكم والترقي السريع ويحاول قتلهم. ينقذونه بعد معركة طويلة بمساعدة الفرقة السادسة. رغم جودة الدبجلة للغة العربية في مسلسل "صقور الأرض"، إلا أن بعض المشاكل لم تتجاوزها، كـ الأسماء والحديث عن إدمان جانق في على شراب الورد بدل الخمر. ويختصر المسلسل أساساً الكثير من القصص عن دسائس النساء والعلاقات والخيانة في ذاك الزمن.

بعض الإشارات أيضاً لم تكن واضحة، كاستخدام إحدى الطوائف الساعية إلى مجتمع مثالي لاسم العنقاء. وهو لقب المخطط الحربي الذي ساعد ليو بيه خلال حكمه. وأيضاً ظهور التنين على يد ملك موريو، وهو الرمز الأشهر للصين، ويحال إلى المخطط العسكري الثاني وصاحب التكتيك العسكري العبقري في العديد من المعارك الملحمية، وقد أصبح إمبراطوراً بعد موت ليو بيه.

لم يقترب المسلسل من دهاليز السياسة والصراعات الداخلية في القصور، بل اكتفى بإشارة ساذجة إلى الطمع وبحث البيروقراطيين والطامعين عن الخلود. ويضاف، إلى ذلك أيضاً، الحجم غير الطبيعي وغير المتناسق لصدر الفتيات الرئيسيات في المسلسل، من دون هدف درامي آخر غير جذب المراهقين.

المسلسل الذي قدمته شركة UserJoy Technology التايوانية، استناداً إلى سلسلة ألعاب الفيديو Fantasia Sango التي انطلقت عام 2003، ساعدت موسيقاه الحماسية بتقريبه إلى المشاهدين أكثر. ورغم أن الشخصيات أحادية الدافع، ولا نشعر بعمق تركيبها أو حواراتها، إلا أنها مرت بسلاسة وخفة بسبب ترابطها كمجموعة ووضوح أدوارها، وعدم إدخال الكوميديا بفجاجة. بُنيت شخصيات العمل وأحداثه على خلفيات ثنائية الأبعاد -كما في اللعبة- غير مبالغ بألوانها وتعكس الطبيعة الجغرافية المتنوعة للصين.

المساهمون