"دويتشه فيله" تُحجم عن التعاقد مع صحافي لبناني بسبب منشورات تنتقد إسرائيل

28 فبراير 2023
الصورة التي قال إنها دفعت الإدارة إلى الحسم في موقفها (ربيع بركات/ فيسبوك)
+ الخط -

قال الصحافي اللبناني، ربيع بركات، إن ثلاثة منشورات على حسابه الخاص في "فيسبوك"، بينها صورة لغرافيتي يُظهر ليلى خالد على جدار الفصل العنصري، سبّبت إحجام إدارة أكاديمية دويتشه فيله (DW) عن التعاقد معه، بحجة "معاداة الساميّة" و"التحريض على العنف".

وأوضح ربيع بركات، الاثنين، عبر مقال نشرته منصة أوان الإعلامية، أن إدارة أكاديمية دويتشه فيله، وهي الذراع التدريبية للقناة الألمانية التي تحمل الاسم نفسه، أحجمت عن التعاقد معه، بعدما كان قد أنجز القسم الأكبر من عمله "فيما توقيع العقد (بمفعول رجعي) كان تحصيل حاصل لا يتجاوز الرسميّات"، على اعتبار أنه عمل بصفة استشارية معها في مشروعَين سابقين.

وفقاً لبركات، فإن المنشورات التي رأت فيها أكاديمية دويتشه فيله تعبيراً عن "خطاب كراهية، ومعاداة للسامية، وتحريضاً على العنف"، هي فيديو التقطه عام 2018 لتظاهرةٍ تجمع يهوداً أرثوذكس مناهضين لإسرائيل قرب مبنى الأمم المتحدة في نيويورك، في أثناء إلقاء بنيامين نتنياهو كلمة أمام الجمعية العامة، أضاف إليه اقتباساً ورد على ألسنة المتظاهرين: "عارٌ عليكم، إسرائيل نازية"، ومنشور نشره قبل عامين يصف إسرائيل بـ"المشروع الاستعماري الفاشي"، والرسم الذي يُظهر ليلى خالد، مرفقاً بتعليق: "فنّ، هويّة، مقاومة، يسار، نسويّة، حريّة"، و"هو الذي دفع الإدارة إلى الحسم في موقفها"، وفقاً له.
هذا الرسم الذي وضعه بركات صورة غلاف لحسابه على "فيسبوك"، رأته إدارة الأكاديمية "إشكالياً"، لأنّ ليلى خالد، القياديّة في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، "مصنّفة إرهابيّة في ألمانيا"، ولأنها تحمل في الغرافيتي بندقيّة آليّة، وفي ذلك "تحريض على العنف".

ووصف بركات "الحساسية" المفرطة لـ"دويتشه فيله" بأنها "ليست إلا قناعاً يُخفي خلفه تجاوباً مع ضغوط تتعرّض لها المؤسسة في ألمانيا، كما عاد وأقرّ ممثلاً الإدارة في سياق الجدل".

إعلام وحريات
التحديثات الحية

كانت "دويتشه فيله" قد أعلنت، العام الماضي، فصل الصحافيين مرام سالم وباسل العريضي ومرهف محمود وفرح مرقه، وفضّ التعاقد مع داود إبراهيم بتهمة التعبير عن "آراء معادية للسامية"، في تغريدات ومقالات قديمة تنتقد الاحتلال الإسرائيلي.

وجاء قرار الشبكة الألمانية بعد تحقيق دام نحو شهرين، تولته وزيرة العدل الألمانية السابقة زابينه لويتهويسر ــ شنارنبرغر والمختص النفسي أحمد منصور الذي يعرّف عن نفسه بأنه "عربي إسرائيلي"، ويسخّر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي للدفاع عن الاحتلال، على أثر حملة تشهير عنصرية ضد الصحافيين العرب في وسائل الإعلام الألمانية العام الماضي، قادتها وسائل إعلام يمينية وأفراد على صلة باليمين المتطرف.

وفي سبتمبر/ أيلول الماضي، قضت محكمة ألمانية بأن إقالة الصحافية الفلسطينية الأردنية فرح مرقه من شبكة دويتشه فيله، بتهمة معاداة السامية، "غير مبررة قانونياً". وفي يوليو/ تموز، أعلنت الصحافية الفلسطينية، مرام سالم، أن محكمة العمل في مدينة بون الألمانية "لم تجد معاداة للسامية" في منشوراتها على موقع فيسبوك، ورأت أن قرار فصلها من شبكة دويتشه فيله "غير قانوني".

 

المساهمون