لقد ملَّ كيفن هارت من أدواره الكوميدية التي يؤديها في الأفلام. وسَئِمَ كونه، دائماً، مساعداً للبطل في أفلام الحركة والمطاردة الشهيرة، خصوصاً التي يتصدر بطولتها دوين جونسون الملقب بـ"ذا روك". شَعَر هارت أن الوقت قد حان ليكون هو بطل الحركة والإثارة الجديد. لذلك، إرضاءً لغروره، صُنِع فيلم يحمل اسم Die Hart، يلعب فيه هارت دوره، أي نسخة عن نفسه تحاول إثبات قدراتها للجماهير والممثلين والمخرجين، وأنها تستحق لعب أدوار لا تُضحِك الناس، بل تُرعبهم.
يحظى كيفن هارت في هذا الفيلم بفرصتين لإثبات أنه "ممثل عظيم"، على حد تعبيره. في الفرصة الأولى، هو هارت الكوميدي الذي بدأ ينفر من أدوار الكوميديا ويرفضها. وفي الثانية، هو هارت بطل الحركة الجديد المُكتشف من قبل المخرج كلود فاندي فيلدي (أدّى دوره جين رينو). هذا المخرج الذي يريد أن يبدو وكأنه من جيل فرانسيس فورد كوبولا ومارتن سكورسيزي كان يبحث لسنواتٍ عن ممثل حقيقي لفيلمه الجديد الواقعي العنيف. لذا، يطلب فيلدي من هارت أن يلتحق بمدرسة تدريبية ويعسكر فيها ريثما يجهز بشكل جيد. يتولى تدريبه رون ويلكوكس (جون ترافولتا) الذي سبق ودرب العديد من نجوم هوليوود، مثل مات ديمون وجيسون ستاثام، وغيرهما.
فترة التدريب والمواقف الخطيرة التي يتعرض لها هارت مخطط لها ومصممة بشكل احترافي من قبل المخرج، إذ يصور من دون علمه، لتُرصَد كل انفعالاته ومشاعره كما هي، بعفوية وواقعية. بين التدريب والاكتشاف، يخلُص المخرج إلى نتيجة بعد انتهاء الفيلم، مفادها أن أداء هارت هذا "أصلي"، ويضيف: "هذا النوع من التمثيل لا يُدرس". بينما يعلّق هارت الذي يعرف الحقيقة: "لا وجود للبطولة الواحدة، لأنك نكرة من دون المشاركين الآخرين". مع العلم، أنه منذ البداية، يوحي لنا بأنه يبحث عن البطولة المطلقة.
لا نُشاهد على طول الفيلم سوى كيفن هارت الذي نراه في عروضه أو مقابلاته أو أفلامه. لا يختلف الأداء، سواء بعفوية وتلقائية وكاميرا مخفية، أو بشكل متقن كما في بقية أفلامه. يزداد الأمر سوءاً عندما نعرف أن هذا الفيلم الذي أخرجه إريك أبيل وكتبه ديريك كولستاد، المعروف بثلاثية "جون ويك" وفيلم "لا أحد"، هو نسخة مختصرة من مسلسل Die Hart الذي أُنتج عام 2020، والمكوّن من عشر حلقات. عُرض أول مرة على منصة Quibi، لكن الحقوق حُصل عليها لاحقاً من قبل Roku عندما أُغلِقَت Quibi.
على الرغم من فشل المسلسل والرصيد الكبير من الأفلام التي شارك فيها هارت، وكان بطلها، فإن الأخير أصرّ على المضي قدماً في فكرته: "أنا ممثل حقيقي، وأصلح لكل الأدوار"، والترويج لها، مازحاً مرة في أحد عروضه، وممثلاً مرة أخرى في فيلم ما مثلما فعل في هذا الفيلم الذي نتحدث عنه.
وبعيداً عن الكوميديا، حاول كيفن هارت أن يحضر في عمل درامي بثته "نتفليكس"، تحت عنوان True Story. مسلسل يتأرجح بين الإثارة والدراما، وقليل من الكوميديا، سعى فيه هارت لأن يغيّر من القالب الذي اعتاد الظهور ضمنه، لكنه لم ينجح. وبهذا، عاد في فيلم The Man From Toronto، لم ينجح هو الآخر.
ربما القيمة الوحيدة لفيلم Die Hart، عنوانه المتبوع بكلمة The movie، أي إنه لا يساوي شيئاً أكثر من طبق الفشار الذي نتناوله ونحن نشاهده بهدف التسلية. معنى ذلك نتبيّنه بما كان قد قرّره النقاد منذ زمن، في التفريق بين الفيلم (Film) والسينما (Cinema) والأفلام (Movies)، إذ إن "الجانب الفيلمي" من الفن يتناول العلاقة بين هذا الفن والعالم من حوله، والفيلم هو المصطلح الأكثر عمومية الذي يستخدم بأقل قدر من المعاني. أما "الجانب السينمائي"، فيتناول جماليات الفن والبناء الداخلي له. فيما Movies، وظيفتها اقتصادية، فهي صنعت لتستهلك، وذلك بحسب كتابات جيمس موناكو.