60% من مستخدمي "تويتر" الأميركيين أخذوا "استراحة" العام الماضي

18 مايو 2023
تظهر البيانات أنّ المنصة لم تتحوّل إلى "إدمان" مثل منصات أخرى (ديفيد أوديشو/Getty)
+ الخط -

تبيّن دراسة جديدة نشرها "مركز بيو للأبحاث" (Pew Research Center)، أمس الأربعاء، صورةً عن توقف مؤقت في استخدام "تويتر" من قبل البالغين في الولايات المتحدة، لكن البيانات لا تربط بالضرورة بين ذلك وبين استحواذ إيلون ماسك على المنصة، بحسب موقع تِك كرانتش الأميركي.

وأفاد الاستطلاع الذي أجراه المركز، على مدار أسبوع في مارس/ آذار الماضي، بأنّ غالبية مستخدمي "تويتر" البالغين في الولايات المتحدة، أي ما نسبته 60%، قالوا إنّهم أخذوا استراحة من "تويتر" لمدة "عدة أسابيع أو أكثر" خلال العام الماضي.

أمّا إيلون ماسك فقد تملّك الشركة رسمياً في 27 أكتوبر/ تشرين الأوّل، أيّ منذ 6 أشهر فقط. بعبارة أخرى، فإنّ ما أدى إلى أخذ مستخدمي المنصة فترات راحة طويلة منها قد لا تكون له علاقة بالمالك الجديد، خاصةً أنّ "بيو" لم يقدّم أيّ بيانات زمنية للمقارنة بين فترتي ما قبل استحواذ ماسك على المنصة وما بعده.

مع ذلك، تظلّ البيانات مثيرة للاهتمام بحسب "تِك كرانتش"، لأنهّا تبيّن أنّ "تويتر"، بالنسبة لبعض المستخدمين على الأقل، لا يتحوّل إلى إدمان أو إلى عادة يومية مطلوبة، كما هو الحال مع تطبيقات شركة ميتا التي تجذب أكثر من 3 مليارات مستخدمٍ نشط يومياً.

ويشير التحليل إلى أن الأشخاص الذين من المرجح أن يكونوا قد أخذوا استراحة من التطبيق هم بالدرجة الأول النساء والسود. يقول المركز إن 69% من النساء مقارنة بـ54% من الرجال قالوا إنهم أخذوا استراحة من "تويتر" خلال الأشهر الاثني عشر الماضية. وفي الوقت نفسه، قال 67% من المستخدمين السود إنّهم أخذوا استراحة من التطبيق، مقارنة بـ60% من المستخدمين البيض، و54% من المستخدمين من أصل إسباني.

بحسب "تك كرانتش"، قد يشير هذا إلى أنّ الميول السياسية والعمر لا علاقة لها بالابتعاد عن "تويتر"، بقدر ما يرتبط الأمر بانتماء "المبتعدين" إلى جماعات واجهت تاريخياً أكبر قدرٍ من المضايقات على المنصة، وفقاً لتحليلات وتقارير سابقة، بما في ذلك تلك الواردة من منظمة العفو الدولية.

لكن الاستطلاع فشل في إثبات أن ذلك من مسؤولية إيلون ماسك تحديداً، خاصةً أنّه يتطرّق إلى الأشهر الـ12 الماضية، أي قبل وبعد استحواذ ماسك على المنصة. لكن ذلك قد يدلّ على السبب الذي جعل "تويتر" في معاناة دائمة لجذب المستخدمين مقارنة بوسائل التواصل الاجتماعي الأخرى، إذ إنّها لم تتمكّن من وضع حدٍ لإساءة استخدام التطبيق، على الرغم من عملها المتواصل لتطوير سياسات الإشراف على المحتوى.

وفي دراسة منفصلة، صدرت أمس أيضاً، قدّم "بيو" لمحة عن المستقبل المحتمل لـ"تويتر" من خلال سؤال المستخدمين الحاليين والمنضمين حديثاً عن احتمالية استمرارهم في استخدام المنصة بعد عامٍ من الآن.

وقال 40% منهم أنّ هناك "احتمالية عالية" لذلك، بينما قال 35% إنّهم سيواصلون استعمال التطبيق "إلى حدٍّ معين". فيما هناك 25% من المستطلعين "من غير المحتمل" أن يواصلوا استعمال "تويتر" خلال الأشهر الـ12 المقبلة.

وبدا أنّ الرجال أكثر ميلاً لمواصلة استعمال التطبيق بعد عامٍ من الآن (47%) مقارنة بالنساء (31%).

ووجد الاستطلاع أيضاً انقساماً على أساسٍ حزبيٍ في ما يتعلق بمن يرى نفسه على "تويتر" في المستقبل. وفي الوقت الحالي، يبدو أنّ هناك إمكانية أكبر أن يقول المستخدمون الحاليون أو المنضمون حديثاً من الجمهوريين إنّه "من المحتمل" أنهم سيستخدمون الموقع بعد عام من الآن (45%)، مقارنة بمؤيدي المستخدمين المؤيدين للحزب الديمقراطي (36%). كذلك، بدا الجمهوريون أكثر ميلاً للقول إنّه "من المحتمل جدًا" أنهم سيظلون على المنصة (25%)، مقارنة بالديمقراطيين (17%).

بحسب "تك كرانتش"، لا تشير بيانات "بيو" إلى انخفاض في عدد المستخدمين الناشطين على "تويتر"، لكن استطلاعات أخرى نشرت العام الماضي بيّنت حدوث ذلك. على سبيل المثال، أشارت دراسة من "بازفيد نيوز" إلى أن عدد مستخدمي المنصة في الولايات المتحدة قد انخفض بنسبة 9% منذ استحواذ ماسك. فيما لفت تقرير آخر من "فوكس" إلى انخفاض نمو الزائرين عاماً تلو الآخر من 4.7% في نوفمبر 2022 إلى قرابة 2% في يناير 2023.

وردّ ماسك على هذه الادعاءات في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، قائلاً إن استخدام "تويتر" كان في "أعلى مستوياته على الإطلاق". وأخيراً، دعمت بيانات شركة أبوتوبيا للبيانات هذا الكلام، حيث أظهرت أن عدد مستخدمي المنصة الناشطين يومياً ارتفع من 229 مليوناً في الربع الأول من عام 2022 إلى 246.8 مليوناً في المتوسط منذ أكتوبر الماضي.

المساهمون