احتفل أهالي الموصل، بين يومي الخميس والسبت الماضيين، بفعاليات يوم التراث الموصلي، الذي أقيم في أزقة وبيوت تراثية مجاورة لمنارة الحدباء الشهيرة في المنطقة القديمة من المدينة الواقعة شمالي العراق.
شهدت الفعاليات مشاركة شعبية واسعة، وتضمنت حضور أكثر من 150 شخصاً يرتدون أزياء فلكلورية لمختلف الطوائف الموجودة في الموصل، كذلك شارك أكثر من 50 حرفياً يعملون في مهنٍ تشتهر بها المدينة، وتوشك على الانقراض.
وشهد المهرجان بموسمه الثاني حضور فنانين عراقيين وعرب من سورية ولبنان والكويت، لعل أبرزهم فرقة تكّات السورية، إضافة إلى عددٍ من الممثلين السوريين مثل عباس النوري وأيمن زيدان ووفاء موصلي.
وفي حديث مع "العربي الجديد"، قال العضو في مؤسس بيتنا، المسؤولة عن التنظيم، بدر العكيدي: "يوم التراث الموصلي مناسبة سنوية تقام في المنطقة القديمة من مدينة الموصل، ونحتفي ونحتفل خلالها بالتراث الموصلي".
وأضاف: "نهدف إلى الحفاظ على هوية المدينة وتاريخها وتراثها وعاداتها وتقاليدها، وأن نرسم لوحات فلكلورية جميلة عن الحياة التي عاشها الناس في السابق".
وتزامنت احتفالية هذا العام مع الذكرى السادسة لتفجير منارة الحدباء الشهيرة من قبل تنظيم داعش، في 21 يونيو/ حزيران 2017.
وأشار العقيدي إلى أنّ اختيار التاريخ "لم يكن اعتباطياً". وأضاف: "أصررنا على اختيار هذا اليوم، نكاية بالإرهاب وكل من أراد محو تراث مدينة الموصل".
وتنوّعت فقرات المهرجان، وتضمّنت معرض لوحات فنية، وعروضاً للغناء والرقص الفلكلوري، والمهن التقليدية، إضافةً إلى ندوات ثقافية.
وأقيمت الفعاليات في 10 بيوت تراثية قامت بتعميرها مؤخراً منظمة يونسكو، التي تواصل ترميم منارة الحدباء.
وعبّر ابن الموصل محمد يوسف عن إعجابه بالمهرجان، قائلاً: "المهرجان جميل لأنّه يخلد المهن القديمة التي عمل بها أسلافنا".
وتشهد مدينة الموصل العراقية بعد تحريرها من تنظيم داعش نشاطات وفعاليات مختلفة، تتضمّن إقامة مهرجانات ثقافية وفنية، وإطلاق مبادرات شبابية، وافتتاح بيوت تحاكي التراث والموروث الشعبي للمدينة العريقة بتراثها وآثارها القديمة.