تتعدد أسماء الوجوه الشابة في الدراما السورية، بعضهم من يكسب نفسه ويحقق صيتاً ذائعاً في الوسط الفني بأدائه وحضوره، وآخرون يبقون في مكانهم، وبعضهم يتراجع. وقد يُطلَب من بعضهم أداء دور بطولة في الدراما العربية المشتركة التي تحقق لهم انتشاراً أكبر، كما حدث مع أنس طيارة وإيهاب شعبان وأيمن عبد السلام ونور علي وغيرهم.
الفنان الشاب يزن خليل هو أحد الشباب الذين استطاعوا إثبات أنفسهم بحضورهم وأدائهم عبر أعمال عدة، وسيقدم في الموسم المقبل ما يقارب ستة مسلسلات دفعة واحدة. بدأ يزن خليل مشواره الفني الذي لا يزال محدوداً بأدوار مهمة حققت له رصيداً غنياً، من بطولة مسلسلي "سكر وسط" و"ياسمين عتيق" اللذين أخرجهما المخرج المثنى صبح. تبعه بعد عام مسلسل "بواب الريح" للمخرج نفسه، وهذه خطوة مهمة لأي فنان شاب في أن يقوم ببطولة عمل مع صبح في بداياته.
هكذا كانت انطلاقة يزن لافتة، وعرّفت الجمهور عليه بشكل أكبر، وبعدها انتقل إلى لعب بطولة أساسية في دور أحد شهداء السادس من مايو/أيار الذين أعدمهم العثمانيون في دمشق وهو "بيدرو"، وشاركته البطولة وقتها زوجته حلا رجب التي لعبت شخصية "ماري العجمي"، وذلك في مسلسل "حرائر" للمخرج باسل الخطيب. وقدّم أداء لافتاً في كل هذه الأدوار، واستطاع جذب الأنظار، وحصد النجاح منذ الدور الأول.
يعاب على يزن خليل، بعد انطلاقته، مشاركته في دور بطولة في مسلسل "عطر الشام" ضمن أربعة أجزاء، فاستهلك منه هذا الدور الكثير، ولم يقدم لرصيده شيئاً مهماً. فرغم أنّ العمل بيع لعدة قنوات وحقق انتشاراً، لكنه لم يظهره بالصورة الصحيحة، بل تراجع خطوات بسببه، خصوصاً أنه أطّر نفسه في الأعمال الشامية. إذْ لعب دوراً في الجزء الأول من "خاتون"، بالإضافة لجزأين من مسلسل "الغربال" الشامي، ليشارك في الموسم الماضي أيضاً بمسلسلي "بروكار" و"سوق الحرير" في جزئه الأول، ما جعل منه وجهاً متكرراً ومنمّطاً بقوالب متشابهة داخل الحارات الشامية.
خليل الموهوب الذي انطلق بهمة وإرادة عالية في بداياته، بات اليوم شخصاً كثير الخيارات، وبعيداً عن الانتقائية التي كان يتمتع بها، خصوصاً أنه قدّم أخيرًا عدة أعمال متتالية لم يبرز فيها بما فيه الكفاية لتحقق له إضافة لافتة. إذْ لعب دور البطولة في مسلسل "بورتريه"، تلاه عشارية "انتقام بارد"، ثم سباعية "برزخ"، بالإضافة إلى مشاركته في مسلسل "ما بين حب وحب ". وكل هذه المسلسلات عُرِضَت على القنوات المشفرة، وكان يزن خليل جزءاً منها، لكن الضوء لم يكن جزءاً منه، وغالباً ستعرضها القنوات المفتوحة في رمضان المقبل.
حضور متتابع سيشهده الجمهور لخليل في موسم رمضان المقبل، إذْ سيشارك في الجزء الثاني من "مقابلة مع السيد آدم" كبديل لشخصية "يوسف" التي أداها الفنان لجين إسماعيل. وهذا ما يجعل من الأمر خطراً بعض الشيء، لأن أدوات يزن عليها أن تتقارب تماماً مع شخصية سابقة يبني عليها أسلوبه، بالإضافة للعبه دوراً في مسلسل "في وضح النهار" للكاتبين علي وجيه ويامن حجلي، وإخراج سيف الدين سبيعي، عدا عن مشاركته في سباعية "بكرا بيجي نيسان" من إنتاج "غولدن لاين" وإخراج بيير قلام، ودور "صابر" في "سوق الحرير" الجزء الثاني المزمع تصويره في دمشق حالياً مع المخرج المثنى صبح.
في حين اعتذر يزن عن "بروكار" بجزئه الثاني، رغم أن العمل من بطولته المطلقة ليحل محله الممثل ينال منصور. إذن الجمهور على موعد مع خمسة أعمال جديدة وعملين عرضا على القنوات المشفرة، ليكون يزن خليل نجم الساحة بشكل واضح، لكن كثرة الظهور هذه قد لا تنفع رغم التنوع، خصوصاً أن أدوات يزن خليل بالتمثيل بدأت تتشابه ولا تخرج عن الإطار غير المألوف.