وصول أول رحلة مأهولة لمركبة ستارلاينر إلى محطة الفضاء الدولية

07 يونيو 2024
إطلاق صاروخ أطلس 5 الذي حمل "ستارلاينر" من فلوريدا، 5 يونيو 2024 (بول هينيسي/ الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- دخل رائدا فضاء محطة الفضاء الدولية عبر مركبة ستارلاينر لشركة بوينغ، ممثلة أول رحلة مأهولة لها رغم مواجهتها مشاكل، بما في ذلك تأخير بسبب محركات التصحيح وتسرب غاز الهيليوم.
- نجحت ناسا في إعادة تشغيل المحركات المعطلة للمركبة، مما سمح بالالتحام بنجاح بالمحطة الفضائية، مع وعود من بوينغ بحل المشكلات المستقبلية.
- تعزز الرحلة هدف ناسا لامتلاك نظامين مستقلين لنقل البشر إلى المحطة الفضائية، مؤكدة على القدرة الأمريكية على الوصول إلى الفضاء وتأمين وسائل نقل متعددة لرواد الفضاء.

دخل إلى محطة الفضاء الدولية، الخميس، رائدا فضاء هما الأولان اللذان تنقلهما مركبة ستارلاينر التابعة لشركة بوينغ، على الرغم من تعرضها لمشاكل جديدة خلال الرحلة، منجزَين بذلك خطوة أساسية في هذه المهمة المرتقبة منذ سنوات.

وقال رائد الفضاء من وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) بوتش ويلمور مبتسماً: "يا له من مكان ممتاز، ومن الرائع أن أعود إليه"، إذ إنها المرة الثالثة التي يمضي فترة في محطة الفضاء الدولية، وكذلك زميلته سوني وليامز.

وتشكّل هذه الرحلة المأهولة الأولى لـ"ستارلاينر" تحدياً مهماً لمجموعة بوينغ ولوكالة ناسا، إذ من شأنها أن تثبت أن المركبة باتت آمنة لاستخدامها في عمليات منتظمة. وقّعت "ناسا" عام 2014 عقدين مع شركتي سبايس إكس وبوينغ لتصنيع مركبتين فضائيتين جديدتين تتوليان نقل روادها إلى محطة الفضاء الأميركية. لكنّ برنامج "بوينغ" تأخر سنوات عن "سبايس إكس" التي توفر مركباتها خدمات نقل لرواد "ناسا" إلى المحطة منذ عام 2020.

وقال المدير المساعد في "ناسا" جيم فري: "عندما تُعتمد ستارلاينر، سيكون لدى الولايات المتحدة نظامان لنقل البشر إلى محطة الفضاء الدولية، وهو ما لا يتوفر لدى أي بلد آخر".

وبعد إقلاعها من فلوريدا في اليوم السابق، اقتربت المركبة الفضائية ببطء، الخميس، من محطة الفضاء الدولية الموجودة على ارتفاع نحو 400 كيلومتر فوق الأرض، والتحمت بها عند الساعة 17:34 بتوقيت غرينتش، أي بعد نحو ساعة وعشرين دقيقة من الموعد المقرر أساساً.

وتسببت مشاكل في محرّكات تُستخدم لإجراء تصحيحات محدودة لمسار المركبة في تأخير المرحلة الأخيرة من عملية اقترابها من المحطة. أوضحت "ناسا" أن خمسة من هذه المحركات الصغيرة، البالغ عددها 28، تعطلت في وقت ما، ولكن أعيد تشغيل أربعة منها في نهاية المطاف، ما وفّر العدد اللازم للعملية. فيما أعلن ستيف ستيتش، أحد كبار مسؤولي "ناسا"، في مؤتمر صحافي، أن مشاكل المحركات "يُفترَض ألا تكون سبباً للقلق (...) بشأن المراحل الأخرى من المهمة".

وفُتح باب المركبة الفضائية بعد قرابة ساعتين من الالتحام، وكان أعضاء فريق المحطة الحالي السبعة الموجودون فيها راهناً، وهم أميركيون وروس، في استقبال رائدي الفضاء المنضمَين إليهم بوتش ويلمور (61 سنة) وسوني وليامز (58 سنة). من المقرر أن يمضي رائدا الفضاء ما يزيد قليلاً عن أسبوع في محطة الفضاء الدولية، على أن يعودا أيضاً بواسطة "ستارلاينر".

تسرّبات في "ستارلاينر"

لكنّ طرأت مشكلة جديدة، إذ أعلنت "ناسا" ليل الخميس عن رَصدَ تسرّبين جديدين لغار الهيليوم، يُضافان إلى تسرّب معروف سابقاً. ثم رُصد تسرّب إضافي الخميس، بحسب ستيف ستيتش، الذي أوضح أن "لا ترابط على الإطلاق" بين هذه التسرّبات الأربعة ومشكلة محرّكات الدفع.

رُصد أحد هذه التسرّبات قبل الإقلاع، لكن اتخذ قرار بعدم تصليحه، إذ وصفته "ناسا" بعد تحليله بأنه "صغير" واعتبرت أنه لا يمثل خطراً. قال ستيف ستيتش إن تسجيل ثلاثة تسرّبات أخرى يدفع إلى "دَرس ما يعنيه ذلك بالنسبة لبقية الرحلة". أضاف: "يجب أن يكون لدينا هامش كبير" في ما يتعلق بكمية الهيليوم الموجودة في المركبة. في الوقت الحالي، لا يتسرّب أي هيليوم إلى الفضاء، إذ أُغلِق النظام منذ الالتحام.

ولم يُحدَّد بعد السبب الدقيق للمشكلتين المسجلتين، أي التسرّبات ومحركات الدفع، لكنّ مدير "بوينغ" مارك نابي وصفهما بأنهما "صغيرتان"، ووعد بـ"حلّهما في المهمة المقبلة".

قيادة يدوية

سبق للمركبة أن نجحت في الوصول فارغةً إلى محطة الفضاء الدولية في مايو/ أيّار 2022، لكنّ مهمتها الحالية تعدّ أوّل رحلة مأهولة لها. كما أجرى بوتش ويلمور وسوني وليامز تدريبات سنوات عدة قبل المهمة الفضائية الحالية.

بعد بضع ساعات من الإقلاع، قاد الثنائي المركبة الفضائية يدوياً بصورة مؤقتة للتأكد من حُسن أدائها. علّق بوتش ويلمور في تسجيل بثته "بوينغ" الأربعاء بقوله إن "الدقة مذهلة حتى أكثر مما في جهاز المحاكاة". أضاف: "إنها بكل بساطة مركبة رائعة".

وشابت تصنيع "ستارلاينر" خيبات أمل عدة أدّت إلى تأجيلات متلاحقة، فتأخرت عن "سبايس إكس". لكنّ وكالة الفضاء الأميركية تسعى إلى أن تكون لديها مركبة ثانية بالإضافة إلى تلك المصنوعة من شركة سبايس إكس حتى تتمكن من التعامل بشكل أفضل مع المشكلات المحتملة في أي من الكبسولات أو مع حالات الطوارئ.

(فرانس برس)

المساهمون