"تعاطف، لوم الأهل، تعظيم أحكام القضاء، التلميح بالتخفيف أو البراءة"، هكذا اتفقت الأذرع الإعلامية المصرية، في تغطيتها لآخر تطورات القضية المعروفة إعلامياً بـ"فتيات تيك توك"، بالتزامن مع حملة على مواقع التواصل للمطالبة بالإفراج عنهنّ. وجاء ذلك بعد إلقاء أجهزة الأمن المصرية القبض على حنين حسام (20 عاماً)، من منزل أحد أقاربها في منطقة شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية، بعد ساعات من نشرها مقطع فيديو تناشد فيه الرئيس عبد الفتاح السيسي إعادة محاكمتها في قضية اتهامها بـ"الاتجار في البشر".
وألقي القبض على حنين تنفيذاً للحكم الصادر ضدها من محكمة جنايات جنوب القاهرة الأحد، بالسجن المشدد لمدة 10 سنوات، وبغرامة تقدر بـ200 ألف جنيه في القضية، مع معاقبة مودة الأدهم، و3 فتيات أخريات، بالسجن المشدد لمدة 6 سنوات في القضية نفسها.
وبالتزامن، طالب حقوقيون وناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، السلطات بإطلاق سراح المتهمات، باعتبار أن ما قمن به من قبيل حرية الرأي والتعبير، ونشر حقوقيون عريضة ترفض "حملات القبض على فتيات تيك توك والتشهير بهن"، مطالبين المجلس القومي للمرأة (حكومي) بتوفير الدعم القانوني لهن.
وانتشرت وسوم عدة على مواقع التواصل للمطالبة بالإفراج عن "نساء تيك توك" بينها "#أوقفوا_محاكمات_تيك_توك" و"#بعد_إذن_الأسرة_المصرية" و"#حنين_حسام_مظلومة" و"#مودة_الادهم_مظلومة".
تامر أمين على فضائية "النهار" وبرنامجه "آخر النهار"، بعد إبداء تعاطف مع الفتيات، وتعظيمه لأحكام القضاء "الحكم عنوان الحقيقة"، وعدم التعليق عليها، توجه للوم أولياء الأمور، قائلاً: "أنا رأيي القبض كان يبقى على الأب والأم هم اللي سابوا حنين ومودة يشتغلوا، دول مش كانوا شغالين في الضلمة وفيديوهاتم منتشرة على السوشيال ميديا وبابا وماما هنا مافيش حد يقولهم حاجة".
وفي مداخلة هاتفية مع أحد المحامين، عن محكمة النقض وإجراءات التقاضي، ألمح المحامي إلى احتمالية البراءة، وفي نهاية المكالمة أشار أمين إلى رأفة المحكمة بالفتيات، نظراً لحداثة سنهنّ.
واتفق معه سيد علي على فضائية "الحدث اليوم"، الذي بدأ أيضاً بالتعاطف، وبوصلة "تطبيل" للقضاء، قائلاً: "لو عندك تعليق على حكم في درجات للتقاضي، إنما المحكمة تحكم علي، أقوم أناشد الرئيس أو رئيس الوزراء، وأقول للناس إلحقوني دي كدة عودة للادولة".
وانتقل علي أيضاً للهجوم على أولياء الأمور: "إزاي ألاقي المحكمة بتتكلم عن اتجار بالبشر وكلام تاني ما أقدرش أقوله، الأب والأم فين؟ قولنا يطلعوا على التطبيق يرقصوا أو يلبسوا ماعرفش إيه ماعندناش مانع، إنما تقول أنا عندي شركة، وبعدين يبقى معاها فلوس قد كدة، وتروح تجيب عربية، فين الأب والأم؟". وختم علي حديثه: "ربنا ينصف أي مظلوم ويفك أسر أي مسجون ولا أتمنى أبداً أن يكون هناك أي أحد خلف القضبان، خاصة إذا كانوا بنات في بداية حياتهم".