اعتدى مرافقو وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك عمرو سالم على الإعلامي السوري المعروف بسام غبرة (75 عاماً)، وهدّدوه بالقتل، أثناء وقوفه في أحد طوابير شراء الخبز في مدينة جرمانا الملاصقة للعاصمة دمشق.
وقد كتب نجل غبرة، المذيع غيلان غبرة، على فيسبوك قائلاً "شكراً عمرو سالم... ما أجمل تلك المعايدة من السيد وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك عمرو سالم المحترم فوق العادة، لدرجة أنه يعايد المواطنين المنتظرين بدورهم بالعشرات في طوابير الخبز بالاعتداء والإهانة بعد انتظار ساعات تحت الشمس الحارقة". وأضاف "عند الساعة 3:00 من بعد ظهر اليوم، قام السيد عمرو بالتهجم عن طريق مرافقيه المسلحين على الإعلامي السبعيني المتقاعد بسام غبرة الذي كان يصطف بدوره ضمن دور الذل، وقامت هذه المرافقة الأمنية بالاعتداء أيضاً عن طريق الصراخ والتدفيش العنيف على كل من حاول حل الخلاف من المتجمهرين، ولم يسمحوا لأحد بالاقتراب أو أن مصيره الاعتقال كما كانوا يهددون أو ربما إعدامه ميدانياً بأسلحتهم المذخرة".
بدوره، رد الوزير سالم عبر فيسبوك قائلاً "كذب غيلان الغبرة ونقلت عنه صاحبة الجلالة بأن مرافَقَتي (المسلحة) اعتدت على صحافي في مدينة جرمانا. أما الحقيقة فهي أنني زرت اليوم مخابزنا الآليّة والاحتياطيّة في المزة وداريا والمليحة وجرمانا ومرافقي في إجازة في قريته. ولم يكن معي في كلّ الجولة إلا سائقي الذي لم يكن يحمل سلاحاً، ولا أنا كنت أحمل سلاحاً، ووقفت استمع إلى الرجل الكبير حوالي نصف ساعة وهو ينتقل من التأمين الصحّي إلى أنه لا يريد أغراباً يعيشون في جرمانا، إلى أن وصل أخيراً إلى الحديث عن الكيان الصهيوني، وحاول خلع بنطاله". وتابع "عندها قطعت الحديث وسلّمت على أهالي جرمانا من حولي ورئيس البلديّة وركبت مع سائقي وذهبت، وفي كلّ الأحوال كنت في كل الزيارة اليوم مع الناس وبينهم وكان الجميع في منتهي الود والاحترام، أما سائقي فكان يقف بعيداً، فأنا لا أسير بمرافقات مسلحة أو غير مسلّحة، أمّا قوات حفظ النظام في المنطقة، فهم بالتأكيد لا يمكن أن يتركوا شخصاً ليخلع ثيابه في الشارع أمام النساء، فمنعوه من ذلك بكل أدب، مع أنني لا أعرف أحداً منهم".
وعلم "العربي الجديد"، من مصدر مطلع طلب عدم نشرهويته، أن غيلان حذف المنشور السابق، بعدما تواصلت جهات أمنية عدة مع غبرة ووعدت بالتحقيق بالأمر، مؤكداً أن رواية سالم غير صحيحة وغير منطقية، وأن هناك الكثير من الشهود، مبيناً أن "عناصر من مرافقة الوزير قامت بالاعتداء على غبرة عبر إرجاع يديه إلى خلف ظهره، وتوجيه السلاح باتجاهه قائلين له – لا تتحرك الطلقة في بيت النار- وهذا تهديد مباشر بإطلاق النار عليه وبالتالي قتله". وبين المصدر ذاته أن "عائلة غبرة لم تتقدم بشكوى رسمية بحق سالم ومرافقيه، إلا أنه بانتظار نتائج التحقيقات".
ولاقت قضية الاعتداء على غبرة اهتمام الكثير من السوريين، منهم الصحافي السوري سعد الله خليل، الذي علق على منشور سالم قائلاً "يعني طلع معك الاستاذ بسام ختيار، وما عندك مرافقة ولا ملائكة تطلع معك جولات يا سيادة الوزير، عكل حال نحن بنحب نخبرك إنو بجهودكم الجبارة صار الكيان الصهيوني آخر هم الشعب، وإذا بتشدوا الهمة شوي رح تلاقوا كل الشعب شالح ثيابه... بدليل إنو بحمص وحدها خلال أسبوع ثلاثة أطفال حديثي الولادة مرميين بالطرقات... بقى طبيعي يشلح الشعب ويحاكي حاله من سياسات إيصال الدعم لمستحقيه شكلو رح يزول الشعب وقتها بيوصل الدعم لمستحقيه".
كذلك، قالت المذيعة في إذاعة دمشق منار مراد، تعليقاً على منشور سالم "من المعيب يا سيادة الوزير للتملص من خطئك تصور شخص بقيمة الأستاذ بسام غبرة على إنو ختيار وعم يتصرف بلا عقل، لأنه عقله بيوزن بلد، وإذا أنت تجهل من بسام غبرة، بنصحك تسأل من سبقك من الوزراء عنه، وقديه كانوا تهر بناطيلن رعبة مجرد ما يتصل فيهن عالهوا... وبكل الأحوال عند الله لا يضيع شيء، الدنيا تدور".