وحيد حامد والخيبة السياسية: رحل مطمئناً على حال الديمقراطية في مصر

02 يناير 2021
الراحلان محمود عبد العزيز ووحيد حامد (عمرو مراغي/فرانس برس)
+ الخط -

يوضح التاريخ الفني للراحل وحيد حامد أنه كان نموذجاً للطبقة المسالمة من أهل الفن والإبداع. فهو يعلم، وفقاً لعنوان فيلمه المبكر "الإنسان يعيش مرة واحدة" (1981)، أن صراع المثقف الحاد مع السلطة سوف يقضي على هذه الحياة المستقرة الذي يود أن يحياها، بهدوء في عالمه الخاص الذي اختاره بين استديوهات التصوير وحفلات التوقيع والتكريم وبرامج الإذاعة والتلفزيون.
لذلك كان العنصر التجاري هو الغالب على أعماله التي تفرّغ لها مبكراً، حتى تلك الأعمال التي نلمح فيها موقفاً فكرياً ناقداً أو معارضاً للدولة وكاشفاً لخطايا النظام السياسي والاجتماعي، مثل أفلام: "البريء"، و"الإرهاب والكباب"، و"طيور الظلام"؛ فقد خرجت تلك الأعمال في إطار الزمن المسموح به جداً، لدرجة أنه في ذلك الوقت كان هناك معتقلون سياسيون يرفعون قضايا بسبب اعتقالهم المتعسف وتعذيبهم على أيدي أجهزة الأمن ويكسبونها أحياناً ويحصلون على تعويضات مادية. وبالتالي لم يكن إنتاج مثل هذه النوعية من الأفلام مقلقاً لصنّاعها ولا للنظام الذي كان يضع رقابة حكيمة تسمح للمعارضة بالتنفيس عن مشاعرها حتى لا تنفجر الأوضاع في وجهه.
في أواخر 2010 وفي اللحظة التي كان نظام "جمال مبارك - أحمد عز" يتأهب لصناعة عهد وراثي جديد يخلو من أي معارضة شكلية كان يوفرها الحرس القديم لنظام حسني مبارك، كان التلفزيون المصري يعرض لوحيد حامد مسلسل "الجماعة". وإزاء الهجوم على شخصه وعمله من جماعة الإخوان المسلمين كان رد وحيد حامد هادئاً ليناً بأنه يؤرخ لتاريخ الجماعة ولا يشهّر بها. في حين أنه قال بصوت مرتفع في 2015 بعد ما لحق بالجماعة من تشتيت: "إن جماعة الإخوان المسلمين صناعة إنكليزية، نشأت خصيصاً لضرب القضية التحررية المصرية، إلى جانب الثورات التي ظهرت بشائرها عام 1919".

صوت وحيد حامد عاد عالياً مرة أخرى للصحافة والإعلانات السياسية بعد إجهاض ثورة يناير

بعد شهور قليلة من الجزء الأول من مسلسل الجماعة، استيقظت طبقة وحيد حامد على ثورة الشباب في 25 يناير، فلم تجد بداً من مساندتها، فزعم حامد أنه كان ضد فكرة التوريث، وهو إعلان جيد لكنه كان متأخراً. لكن صوت وحيد حامد عاد عالياً مرة أخرى للصحافة والإعلانات السياسية بعد إجهاض ثورة يناير، حينذاك نقلت عنه الصحافة تصريحات مثل: "25 يناير عيد الشرطة... وثورة يناير انتهت"، و"ساندت ثورة 30 يونيو رفضاً لفكرة وجود الإخوان في الحكم"، و"6 إبريل والاشتراكيون الثوريون جزء من مؤامرة لاختراق الثورة"، و"إيقاف بث قناة الجزيرة مباشر مصر يعتبر مهماً لصالح مصر وأمنها القومي".
أما عن موقفه من انقلاب 2013، فقال عن محمد مرسي إنه "رجل أميركا، وهم جاؤوا به لأنه ضعيف الشخصية لكي يتمكنوا من تحريكه في أي اتجاه يريدونه".
أما عن السيسي فرأى حامد أنه "صبور جدا ويناقش القضايا بتلقائية وصدق شديد"، وأن "السيسي لا يضيق صدره بأي شيء، ووضع يده على الجراح الموجودة في البلد"، إلى أن قال: "أنا مطمئن للحالة الديمقراطية الموجودة في البلد".

المساهمون