"هيئة تحرير الشام" تفرض شروطاً مشدّدة على ممارسة العمل الصحافي

31 ديسمبر 2020
2116 مواطناً سورياً محتجزون في سجون "هيئة تحرير الشام" (Getty)
+ الخط -

فرضت المديرية العامة للإعلام التابعة لحكومة الإنقاذ التي تعتبر الواجهة السياسية لـ"هيئة تحرير الشام"، المسيطرة على محافظة إدلب شمال غربي سورية، امتلاك من يرغب بالعمل بالإعلام بطاقة صحافية صادرة عنها، ووضعت شروطاً مشدّدة غير قابلة للتخفيف مقابل الحصول عليها.

ووزّعت المديرية على الإعلاميين رابطاً بهدف جمع معلومات عنهم، تضمّنت ذكر الاسم المستعار الذي يستخدمه الصحافي، ومكان وتاريخ الولادة، ورقم البطاقة الشخصية، ومكان الإقامة الحالي، ومكان السكن الأصلي، وحسابات وجهات تواصل المتقدم للحصول على البطاقة على برامج التواصل الاجتماعي.

إضافة إلى ذكر معلومات الجهة الإعلامية التي يعمل الصحافي معها في الوقت الحالي وطبيعة العقد والمسمى الوظيفي، وتاريخ بداية العقد وانتهائه، إلى جانب إدراج معلومات مماثلة عن جهات العمل الإعلامية السابقة، ومعلومات عن التحصيل العلمي، والدورات التدريبية مع ذكر اسم الجهة التي قدمت التدريب ووقته.

كما يطلب من الراغب بالتقدّم للحصول على البطاقة، ذكر معلومات عن شخصيات مرجعية، إضافة إلى إرفاق صورة للبطاقة الشخصية وصورة شخصية.

وبحسب ما ذكر مسؤول إعلامي يُدعَى "خطاب" للإعلاميين في مجموعة خاصة فإن من لا يملك هذه البطاقة لن يستطيع ممارسة العمل الإعلامي في إدلب خلال عام 2021.

 


ويعتبر هذا النموذج بمثابة معلومات أولية تخضع للدراسة، وقد يمنح الإعلامي على أساسها البطاقة الصحافية إن وافقت المديرية التابعة لـ"تحرير الشام" على ذلك.

وأبدى ناشطون مخاوف من كمية المعلومات التي تسعى الهيئة للحصول عليها عن الناشطين، كما باتوا يخشون من إيقافهم عن العمل في حال لم يتقدّموا بطلب الحصول على البطاقة.

وتسيطر "هيئة تحرير الشام" على مناطق محافظة إدلب الخارجة عن سيطرة النظام بشكل كامل، وتفرض قبضة أمنية على السكان، ما اضطر الكثيرين للجوء لمناطق سيطرة "الجيش الوطني" في ريف حلب الشمالي وتركيا.

وأكّدت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في آخر تقرير لها أن قرابة 2116 مواطنا سوريا ما زالوا قيد الاعتقال أو الاختفاء القسري في مراكز الاحتجاز التابعة لـ"هيئة تحرير الشام"، بالرغم من ظل تفشي فيروس كورونا الجديد.

وتمارس جميع الأطراف السورية انتهاكات بحق الصحافيين، وقالت منظمة "مراسلون بلا حدود" في تقرير أخير إن سورية واحدة من أكبر سجون الصحافيين. وفي تقرير عام 2019، تصدّرت سورية تصنيف "لجنة حماية الصحافيين" كأكثر البلدان فتكاً بالصحافيين عالمياً.

المساهمون