هل نجح الإعلام في استعادة ثقة الفرنسيين؟

07 فبراير 2023
كأس العالم من أبرز الأحداث التي تابعها الفرنسيون (جاسمين لونغ/Getty)
+ الخط -

في نهاية شهر يناير/ كانون الثاني الماضي، نشرت صحيفة "لا كروا" الفرنسية نتائج الدراسة السنوية الهادفة إلى قياس ثقة الفرنسيين في الوسائل الإعلامية (بارومتر ميديا)، وهي دراسة سنوية تجريها الصحيفة، بالتعاون مع مركز Kantar-Onepoint منذ عام 1987.
تتولى هذه الدراسة سنويّاً، قياس مستوى المصداقية التي يمنحها الفرنسيون للإذاعات والقنوات التلفزيونية والصحافة الورقية ومواقع الإنترنت المختصة بنشر الأخبار. نتائج الدراسة الأخيرة، الخاصة بعام 2022، جاءت إلى حدّ ما إيجابية، وأظهرت تزايد اهتمام الفرنسيين بالأخبار، مقارنة بالسنوات السابقة، وكذلك استعادتهم القليل من الثقة بالوسائل الإعلامية.
76 في المائة من المشاركين في الدراسة (مجموع العيّنة بلغ 1500 مشارك راشد، الذين جرى سؤالهم عبر الإنترنت أو عبر الهاتف) قالوا إنهم يتابعون الأخبار "باهتمام كبير". في العام الماضي كانت نسبة المهتمين بمتابعة الأخبار 62 في المائة. نسبة هذا العام هي خامس أعلى رقم خلال 35 عاماً من القياس لمدى الاهتمام والثقة بالإعلام، وفق رئيس تحرير صحيفة "لا كروا"، جان كريستوف بلوكان. ولكن هذه النسبة المرتفعة، وصلت فقط إلى 66 في المائة بين المشاركين الذين بلغت أعمارهم أقلّ من 35 عاماً. أربعة من كل عشرة مشاركين، عبّروا عن تزايد اهتمامهم بالأخبار مقارنة بالأعوام السابقة، وهذا ما فسّره أحد المسؤولين في المركز الذي أجرى الدراسة بأنه يعود إلى التنوّع الكبير ومدى أهميّة أخبار عام 2022: من الحرب الروسية في أوكرانيا إلى مباريات كأس العالم في قطر ووفاة ملكة بريطانيا... كلّها أخبار أعادت اهتمام الفرنسيين بشكل تدريجيّ، تحديداً الحرب القريبة جغرافياً من بلادهم. 
في ما يخصّ التغطية الإعلامية للحرب في أوكرانيا، انقسمت آراء الفرنسيين: 41 في المائة من المشاركين اعتبروا أن تغطية الإعلام كانت جيدة، بينما اعتبر 38 في المائة أن الصحافة المكتوبة بالغت في التغطية. 
وأشارت الدراسة إلى أن حوالي نصف المشاركين (51 في المائة) يشعرون بالتعب من الأخبار، لكثرتها وتنوّع مصادر الحصول عليها. في حين جاءت اهتمامات المشاركين في الاستطلاع على الشكل التالي: 48 في المائة أشاروا إلى كأس العالم في قطر، 43 في المائة عن وفاة ملكة إنكلترا، و40 في المائة عن أزمة الوقود. حسب المشاركين، هذه هي المواضيع الثلاثة الأكثر تغطية وحديثاً في الإعلام خلال عام 2022.

إعلام وحريات
التحديثات الحية

بينما عبّر مشاركٌ واحد من بين كل خمسة مشاركين عن تناقص اهتمامه ومتابعته للأخبار (21 في المائة)، وهذه النسبة ترتفع إلى 33 في المائة عند الأشخاص ما دون الـ 35 عاماً.
وأشار استطلاع الرأي أيضاً، إلى احتفاظ التلفزيون بمكانته المهمة في حياة الفرنسيين خلال عام 2022، وذلك كمصدر أول للمعلومات، إذ إن نشرات الأخبار على القنوات التلفزيونية، ما زالت هي المصدر الأول الذي تفضله العيّنة التي جرى استطلاعها. وجاءت وسائل التواصل الاجتماعي في المركز الثاني، عند المشاركين الذين تراوحت أعمارهم من 18 إلى 24 عاماً. لكن على الرغم من إيجابية الأرقام، ما زالت أزمة الثقة قائمة بين الرأي العام الفرنسي وقنواته الإعلامية. فـ54 في المائة ممّن استُطلعت آراؤهم، اعتبروا أنه في أغلب الأحيان يجب الحذر ممّا تقوله الوسائل الإعلامية عن مواضيع الساعة الأكثر أهمية. أزمة الثقة تمتدّ إلى موقف الرأي العام من الصحافيين أنفسهم. 59 في المائة ممّن جرى استطلاعهم يجدون أن الصحافيين لا يتصدّون بما يكفي للضغط السياسي، و56 في المائة يجدون أن الصحافيين ضعيفون أمام المال.
وكانت ثقة الرأي العام الفرنسي بالإعلام قد هوت إلى أدنى مستوياتها، خلال عام 2018، وفق الاستطلاع المنشور في بداية عام 2019.

المساهمون