هل تهزم تقنية الهولوغرام الفيديو التقليدي؟

22 ديسمبر 2021
تكلفة الهولوغرام الباهظة تعوق انتشارها عكس تطبيقات الفيديو المجانية (Getty)
+ الخط -

نتج من الإغلاق الذي سببه فيروس كورونا زيادة الاهتمام باستخدام الصور المجسمة "الهولوغرام"، كبديل أكثر واقعية وحسية من مكالمات الفيديو التقليدية. فمن العروض الموسيقية، إلى الكتب والمعارض الفنية، وصولاً إلى الإعلانات الحكومية، استُخدِم الهولوغرام لاستحضار أشخاص على قيد الحياة أو فارقوها، على نحوٍ متزايد.

ويطرح هذا الواقع الجديد السؤال عن مستقبل الهولوغرام واحتمال رواجه كمحادثات الفيديو، لكنّ عوائق عدة تبرز أمام هذا الانتشار.

هولوغرام "بورتل"... كأن المتحدث يقف أمامك

"بورتل" شركة مقرها لوس أنجليس، وهي واحدة من الشركات الرائدة في مجال تكنولوجيا "هولوغرام"، وفق ما تنقل "بي بي سي". وتوفّر الشركة بوابات يبلغ ارتفاعها ثمانية أقدام (2.5 متر)، بواجهة زجاجية، وصناديق محوسبة، تعرض صوراً ثلاثية الأبعاد لشخص بالحجم الطبيعي. وتحتوي البوابات على مكبرات صوت مدمجة، بحيث يمكن سماع "صوت" الهولوغرام، وتشتمل أيضاً على كاميرات وميكروفونات تسمح لمستخدم الهولوغرام برؤية الأشخاص وسماعهم أمام الجهاز.

ومن أجل أن يظهر شخص في شكل هولوغرام، لن يحتاج إلا إلى كاميرا وخلفية بسيطة ومجموعة أخرى من السماعات والميكروفونات. ويقول رئيس شركة "بورتل"، ديفيد نوسباوم: "لا يوجد أي تأخير تقريباً، ولولا لوح زجاج أمام الصورة المجسمة لاعتقدت أن الشخص يقف فعلاً هناك".

ويتوجه نظام "بورتل" إلى عالم الأعمال، ويُستخدَم حالياً من قبل شركات مثل "نتفليكس" و"تي موبايل". ويضيف نوسباوم: "في غضون سنوات قليلة، ستصبح هذه طريقة منتظمة للتواصل بين المكاتب". وتبلغ تكلفة كل بوابتين 60 ألف دولار، ما يجعلها باهظة الثمن، لكن الشركة تقول إنه يمكن استئجارها بمقابل أقل بكثير.

هولوغرام "مايكروسوفت"... تجربة أقل كمالاً لكن أقل ثمناً

تعتمد تقنية الهولوغرام من "مايكروسوفت" على سماعة رأس تسمى HoloLens 2 سعرها 3500 دولار. وسعرها هذا أرخص بكثير من "بورتل"، لكن الصور ثلاثية الأبعاد ليست نابضة بالحياة. بدلاً من ذلك، عندما يتواصل اثنان أو أكثر من واضعي سماعات الرأس، تُعرَض الصور المجسمة أمام كل منهم على أنها صور رمزية تشبه الرسوم المتحركة إلى حد ما.

وتستهدف المجموعة الهندسية الألمانية Thyssenkrupp أيضاً العملاء من رجال الأعمال، وهي إحدى الشركات التي تستخدم هذه التكنولوجيا عملياً. ولأنها واحدة من أكبر الشركات المصنعة للمصاعد أو المصاعد في العالم، فقد اعتادت أن تنقل فنييها حول العالم لإجراء أي إصلاحات ضرورية. لكن الآن يمكن هؤلاء الموظفين استخدام سماعة الرأس HoloLens 2 للاتصال في شكل ثلاثي الأبعاد بفني محلي، وإرشاده خلال العمل الذي يحتاج إلى القيام به.

وفي الوقت نفسه، تستخدم الخطوط الجوية اليابانية سماعات الرأس هذه للمساعدة في تدريب ميكانيكيي المحركات وطواقم الطائرات.

الهولوغرام قريباً في يد المستخدم العادي؟

تركز شركات الهولوغرام الأخرى أكثر على السوق الاستهلاكي، مثل Ikin، ومقرها سان دييغو. في العام المقبل، ستطلق الشركة جهازاً للهاتف المحمول، وسيعرض في الهواء صورة ثلاثية الأبعاد شفافة للشخص الذي يجري المستخدم معه مكالمة فيديو.

ويقول الأستاذ المشارك في الهندسة الكهربائية وعلوم الكمبيوتر في جامعة ستانفورد، غوردون ويتزشتاين، إن الصور المجسمة هي "طريقة أكثر فاعلية" للتواصل من مؤتمرات الفيديو، وباستخدام الصور المجسمة "يمكنك إنشاء اتصال بالعين. يمكنك قراءة إشارات خفية مثل من ينظر إلى من". ومع ذلك، فهو يحذر من أن المشاكل قد تحدث في المستقبل إذا أصبحت هذه الصور ثلاثية الأبعاد حقيقية، لدرجة أن تمييزها عن شخص حقيقي سيصبح مستحيلاً.

يقول ويتزشتاين: "إذا كان بإمكانك إنشاء تجارب رقمية أو تركيبية تقترب أكثر فأكثر من كيفية إدراكك للواقع، فأنت أكثر عرضة للتلاعب". ويقول نوسباوم إنه واثق من أن تقنية الهولوغرام ستحل محل شاشات الفيديو التقليدية في مؤتمرات الفيديو خلال "خمس سنوات". ويوضح: "سنستبدل كل كشك للعرض الرقمي في كل مركز تجاري، وفي كل ردهة، في وقت قصير للغاية. ستكون هذه هي الطريقة الجديدة التي سترغب بها الشركات في تقديم محتواها، سواء أكان مباشراً أم مسجلاً".

المساهمون