يبدو أن عودة المهرجانات الغنائية، في مدن عربية عدة، قبل أشهر ستساهم إلى حد كبير في انطلاقتها مجدداً في فصلي الربيع والصيف لعام 2023، ولو أن الأزمات الاقتصادية ستحد من مواردها وخبالتلي خططها.
مهرجان موازين المغربي سيعود العام المقبل. وعلمت "العربي الجديد" أن القائمين عليه شكلوا خلال الفترة الماضية فريق عمل، لإطلاقه وسط خطة مدروسة هذه المرة، علماً أن نسخته الأخيرة أقيمت عام 2019، قبل تفشي جائحة كوفيد-19. شكّل هذا المهرجان تحدياً واضحاً، سواء لجهة المشاركات الفنية، أو لجهة الجمهور الذي يؤكد عاماً بعد عام أنه مكون أساسي لإثبات نجاح أو فشل المغنين، هذا إضافة إلى التفاعل الكبير لجهة التصريحات التي تطلق من المهرجان نفسه وتثير جدلاً واسعاً في الإعلام العربي. على سبيل المثال، لم تسلم المغنيتان أحلام ونوال الكويتية من إطلاق تصريحات مضادة أثناء الفعاليات التي أقيمت في "موازين"، وأسفر ذلك عن خلاف طويل استمر بينهما، قبل أن تحصل المصالحة بينهما.
في لبنان، يبدو أن خطة جديدة تُرسم حالياً تهدف إلى عودة المهرجانات الصيفية رغم كل الظروف التي تعاني منها البلاد. هكذا، أُعلن عن حفل للمغني المصري تامر حسني يقام في الصيف في بيروت، لم يحدد موعده بعد. كان سحني قد أحيا حفله الأخير في العاصمة اللبنانية عام 2015 ضمن فعاليات مهرجان بيروت. والتحضيرات جارية لمهرجانات بعلبك الدولية، على ألا تمتد الفعاليات لأكثر من أسبوعين، وذلك أغسطس/ آب المقبل. كما تدرس إدارة مهرجانات بيت الدين الدولية عودة نشاطها، فيما تنفي مصادر إمكانية العودة بالزخم الذي كانت عليه في السابق، بسبب الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يعيشها لبنان. وتعمل لجنة مهرجانات بيروت على عودة إطلاق برنامج خاص بالمهرجان، لن يعلن عنه قبل منتصف إبريل/ نيسان المقبل. وبحسب المعلومات، فإن القائمين على المهرجانات في لبنان يفكرون في إعادة إحياء هذه الفعاليات وفق خطة تراعي الأحوال الاقتصادية. ويحكى أيضاً عن عودة السماح للسياح العرب والخليجيين بزيارة العاصمة اللبنانية والمدن الأخرى في البلد، وهذا ما سيشجع المتعهدين على عودة مواسم المهرجانات، كما كان حالها قبل عام 2019.
في الرياض أيضاً، هناك مجموعة من المهرجانات التي ستقام في نهاية إبريل، وتتزامن مع حلول عيد الفطر. ويبدو أن نجاح الفعاليات الفنية سيكون حافزاً للهيئة العامة للترفيه السعودية في استقطاب مجموعة أخرى من المهرجانات الغنائية والمسرحيات التي ستعرض بين جدة والرياض.
وبدأت التحضيرات في تونس لإطلاق فعاليات مهرجان قرطاج الدولي، بعد عودته خجولاً إلى روزنامة المهرجانات الغنائية العربية. هكذا، مع بداية الربيع المقبل، سيعلن عن البرنامج وأسماء بعض الفنانين المرشحين للغناء على المسرح الأثري ولقاء الجمهور، بعدما كانت هذه الفعاليات خجولة نوعاً ما في العامين الأخيرين، إذ طاولت الجائحة القطاع الفني في العالم العربي، وأدخلته في حاولت ركود يحاول الخروج منها.