هل بدأ انقلاب "فوكس نيوز" و"نيويورك بوست" على ترامب؟

07 نوفمبر 2020
"فوكس نيوز" ولخمس سنوات اعتبرت حليفاً ثابتاً لترامب (أوليفييه دولييري/فرانس برس)
+ الخط -

بدأت "فوكس نيوز" و"نيويورك بوست"، وهما اثنتان من وسائل الإعلام المحافظة الكبرى التابعة لقطب الإعلام روبرت مردوخ، في الساعات الأخيرة تنأى بنفسها عن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، للمرة الأولى منذ 2016، في ما قد يشكل نقطة تحول.

وللمرة الأولى هتف أنصار ترامب في فينيكس في ولاية أريزونا "فوكس نيوز سيئة!"، بعدما كانت هذه القناة ولخمس سنوات تعتبر حليفاً ثابتاً لترامب. والسبب هو إعلان القناة فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن في أريزونا مساء الثلاثاء.

واتصل مستشار ترامب وصهره، جاريد كوشنر، بمردوخ لدفع القناة إلى التراجع، من دون جدوى، في الوقت الذي امتنعت فيه وسائل إعلام أخرى عن إعلان فائز بانتظار انتهاء فرز الأصوات في هذه الولاية الرئيسية.

ومنذ تلك الليلة، تعاملت قناة "فوكس نيوز" بحذر شديد مع الاتهامات التي أطلقها معسكر الرئيس المنتهية ولايته وترامب نفسه بحدوث تزوير انتخابي واسع. وأكد الصحافي السياسي البارز في القناة، بريت باير، يوم الجمعة "لم نر" دليلاً. وأضاف "لم يبرزوا لنا أي شيء".

فهل تسير "فوكس نيوز" على طريق التخلي عن ترامب، بعدما ساهمت في فوزه الذي لم يكن متوقعاً في 2016؟

أشار أستاذ الإعلام في "جامعة ديبو"، جيفري ماكول، إلى أن "فوكس نيوز" كانت دائماً قناة بوجهين. فمن جهة هناك عدد من المقدمين النجوم أقرب إلى كتّاب الأعمدة منهم إلى الصحافيين، والمحافظين المتشددين، ومن جهة أخرى هناك هيئة التحرير الأكثر اعتدالاً.

وكثير من صحافيي القناة مثل كريس والاس الذي تولى إدارة المناظرة الرئاسية الأولى معروفون بمهنيتهم.وبين مقدمي البرامج، رأى نجم القناة شون هانيتي، المقرب جداً من دونالد ترامب، مساء الخميس أن "الأميركيين محقون في التشكيك (...) في عدم الإيمان بشرعية هذه النتائج".

وقال جيفري ماكول إن طريقة معالجة مسألة دونالد ترامب في الأيام الأخيرة، والإعلان المبكر عن فوز جو بايدن في ولاية أريزونا يكشفان "الجهود التي تبذلها فوكس نيوز للعمل بشكل مستقل قدر الإمكان عن كتّاب الأعمدة".

لكن بالنسبة لريس بيك، مؤلف كتاب "شعبوية فوكس" الذي يتناول القناة، هذا الابتعاد "يمكن أن يسبب نفور بعض المشاهدين، ويشجعهم على الذهاب إلى قناة أخرى مثل (أو إيه إن)" الإخبارية الصغيرة التي تدعم بلا تحفظ دونالد ترامب.

ووراء هذه القناة التي بلغ عدد مشاهديها مستوى قياسيا لقناة بالكابل ــ 14.1 مليون مشاهد ليلة الانتخابات ــ يقف قطب الإعلام روبرت مردوخ أيضاً.

إعلام وحريات
التحديثات الحية

وأشار موقع "ديلي بيست" إلى أن مردوخ، المعروف بآرائه المحافظة، تقبل منذ أشهر فكرة فوز جو بايدن.

وقال جيفري ماكول "لا أرى عائلة مردوخ تتصل بهيئة التحرير، لتشرح لبريت باير كيفية تغطية هذه القصة أو تلك".

وأفاد ريس بيك بأن المؤسسة الثانية التي أنشأها قطب الإعلام الثمانيني، صحيفة "نيويورك بوست"، يمكن أن تشكل "انعكاساً أكثر وفاء لآراء مردوخ". وأضاف أن الملياردير "يسيطر بشكل أكبر بكثير" على "نيويورك بوست" من سيطرته على "فوكس نيوز".

وبينما طال أمد فرز الأصوات للانتخابات الرئاسية ما يؤخر إعلان اسم الفائز، لم تنقل "نيويورك بوست" أيا من فرضيات معسكر ترامب بحدوث عمليات تلاعب في الانتخابات. وقبل بضعة أيام فقط، كانت الصحيفة تنقل اتهامات صدرت عن المقربين من دونالد ترامب ضد هانتر بايدن نجل جو بايدن.

والجمعة، اعترف اثنان من المقالات التي نشرت في صفحات الرأي بأن دونالد ترامب سيهزم على الأرجح، وهو سيناريو يرفضه الرئيس المنتهية لايته بعناد.

وقال الأستاذ في "جامعة مدينة نيويورك"، ريس بيك، إن مردوخ "يتنبأ في بعض الأحيان باتجاه الرياح السياسية". وأوضح أن جو بايدن هو واحد من الديمقراطيين المعتدلين الذين يمكن أن يتقبل وجودهم. وتابع أن "بايدن لا يخيف مجتمع الأعمال الأميركي كثيراً".

وذكر جيفري ماكول أن الجناح الصحافي في "فوكس نيوز" طغى في بعض الأوقات، لكن النجوم مثل شون هانيتي أو تاكر كارلسون يبقون أساس جذب جمهور القناة وتحقيقها أرباحاً. وأضاف أنه سواء بقي دونالد ترامب في المشهد السياسي أم لا، ستواصل "فوكس نيوز" "تحقيق توازن مع ما يسمى وسائل الإعلام ذات الجمهور الواسع" القريبة من الديمقراطيين. ومن المتوقع أن تظل الوجهة الأولى لملايين المشاهدين المحافظين.

(فرانس برس)

المساهمون