هل "تسامحت" الشاشات السعودية مع الدراما السورية؟

18 ابريل 2022
سلاف فواخرجي في "مع وقف التنفيذ" (شاهد)
+ الخط -

كسر مسلسل "مع وقف التنفيذ" قطيعة الشاشات السعودية للإننتاجات السورية التي تتناول تتطوّر الأحداث السياسية في سورية منذ 2011 حتى اليوم. وبذلك يكون أول مسلسل يروي قصصاً من الحرب تعرضه قناة "إم بي سي" منذ قطع الرياض علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق.

خلال الفترة الماضية، ظهرت بوادر عدة تشير إلى انفتاح خليجي تجاه النظام السوري، أبرزها استئناف العلاقات بالكامل بين دمشق والإمارات المتحدة، حليفة الرياض، التي دعت خلال سنوات الحرب الأولى إلى إطاحة نظام الرئيس بشار الأسد واستضافت مجموعات معارضة لديها، إلا أنها لم تتخذ أي خطوات لإعادة العلاقات المقطوعة منذ 2012.

بعدما كانت الدراما السورية تلقى رواجاً واسعاً وتتصدّر الشاشات العربية خصوصاً خلال شهر رمضان، لجأت الشاشات السعودية بعد اندلاع النزاع إلى عرض مسلسلات عربية مشتركة، شاركت فيها مروحة واسعة من الممثلين السوريين.

واكتفت قناة "إم بي سي" بمواصلة عرض مسلسلين من إنتاجها بينهما "باب الحارة" الذي يعرض حالياً الجزء الثاني عشر منه ويلقى متابعة عالية. وابتعدت تماماً عن شراء أو بثّ مسلسلات ذات طابع اجتماعي تتطرق بشكل مباشر أو غير مباشر إلى النزاع الدائر في البلاد.

ويقول مُخرج مسلسل "مع وقف التنفيذ" سيف الدين سبيعي لوكالة "فرانس برس" "هذا أول عمل اجتماعي سوري بالكامل يُعرض على محطة سعودية" منذ عام 2011 بعد التوقف عن بث إنتاجات سورية "جراء أسباب سياسية ربما، ونتيجة التطورات التي مرّت بها المنطقة في تلك الفترة".

وتعرض قناة "إم بي سي" ومنصّة "شاهد" التابعة لها المسلسل الذي جرى تصويره في منطقة وادي بردى قرب دمشق وتدور أحداثه حول عودة الأهالي إلى إحدى ضواحي دمشق بعد سنوات من النزوح.

بينما يتجمع عدد من الأهالي حول فريق العمل ويلهو أطفال قرب سيارات مُحترقة تُستخدم في التصوير، يأمل سبيعي أن "تشكّل عودة الدراما الاجتماعية اختراقاً وتعاطياً جديداً من قبل القنوات الخليجية مع المسلسلات السورية".

ولم تجب القناة السعودية على طلب وكالة فرانس برس التعليق على الموضوع.

والمسلسل من كتابة علي وجيه ويامن الحجلي، وإنتاج شركة إيبلا الدولية. ويؤدّي دور البطولة فيه عدد من الممثلين البارزين كغسان مسعود، وعباس النوري، وسلاف فواخرجي، وشكران مرتجى.

لا يخفي الحجلي سعادته بعرض المسلسل على "واحدة من أهم منصّات العرض في العالم العربي". ويقول "جماهيرية قناة مثل (إم بي سي) واسعة، وعدد مشاهديها كبير جداً، ما يحقق انتشاراً محترماً للعمل". ويضيف "عانينا من قطيعة الدراما السورية طوال سنوات، وأتمنى أن يتم التعاطي مع الفن على أنه فن" من دون ربطه بالسياسة.

قبل سنوات الحرب، حققت الدراما السورية قفزات نوعية. لكنّها سرعان ما فقدت بريقها لاحقاً خصوصاً بعد العزلة جراء تراجع الإنتاج والمقاطعة من جهة وهجرة العديد من الممثلين والتقنيين خصوصاً إلى مصر والإمارات.

(فرانس برس)

المساهمون