هكذا يستخدم السياسيون بيانات المواطنين في الانتخابات

07 ديسمبر 2020
عشرة ملايين ناخب في بريطانيا خضغت بياناتهم للمعالجة (بول إيليس/فرانس برس)
+ الخط -

في السابق، سلّطت فضيحة "كامبريدج أناليتكا" الضوء على كيفية حصد بيانات الملايين من الأشخاص عبر "فيسبوك"، وتحويلها إلى أداة للتأثير في المستخدمين. اليوم وبعد سنوات، يسلط تقرير من مكتب مفوض المعلومات في بريطانيا الضوء على العلاقة بين وسطاء البيانات والسياسيين في البلاد. فقد وجد تحقيق استمرّ العمل عليه لمدة عامين أن ملايين البالغين في المملكة المتحدة قد عولجت بياناتهم بواسطة Experian.

وجاء تحقيق مكتب مفوض المعلومات بناءً على شكوى منظمة الخصوصية الدولية، التي تقول "إنها صناعة معقدة ومبهمة، وقد بدأنا للتو في التخلص من كيفية عمل هذا النظام". ووجد التقرير أن المعلومات، مهما كانت محدودة، يمكن استخدامها بطرق مفاجئة. على سبيل المثال، يمكن أن يؤدي شراء اسم شخص ما إلى إجراء تخمينات حول دخله وعدد الأطفال والعرق، والتي تُستخدم بعد ذلك لتكييف رسالة سياسية موجهة لهم. ويشير التقرير إلى أن حزب المحافظين في بريطانيا يفعل ذلك بالضبط، باستخدام المعلومات المستمدة من دراسة أسماء الأشخاص التي يمكن أن تحدد أصلهم العرقي أو دينهم.

كيف تستخدم الأحزاب السياسية بيانات المواطنين؟
إذا كان شخص ما يحمل اسم "محمد"، على سبيل المثال، فقد يُستدل على أنه من عائلة مهاجرة، وبالتالي يمكن استهدافه بالرسائل المتعلقة بالهجرة. وإذا كان هناك شخصان يحملان نفس الاسم العائلي ويعيشان في عنوان ما، فيمكن تخمين أنهما قد يكونان متزوجين.

تم تطبيق ذلك على عشرة ملايين ناخب في بريطانيا، معظمهم لم يكونوا على دراية بكيفية استخدام معلوماتهم بالضبط. ويمكن للأحزاب السياسية الاحتفاظ بشكل شرعي ببيانات شخصية عن الأفراد لمساعدتهم على القيام بحملات أكثر فعالية. لكن يمكن لبرامج تحليل البيانات المتطورة الآن أن تجمع معلومات حول الأفراد من مصادر متعددة للعثور على المزيد حول خصائص المصوّت واهتماماته، وهو أمر قد يجده البعض مزعجاً.

تكنولوجيا
التحديثات الحية

ووجود بيانات عن شخص ما يعني أن الرسائل السياسية يمكن تخصيصها وتوجيهها بشكل يقنعه أكثر، مع مخاوف من التلاعب به أو عرض جزء معين يؤثر فيه فقط من القضايا من أجل استمالته، كما تؤدي هذه الطرق إلى زرع الاستقطاب وتقييد النقاش السياسي. وفي هذا السياق، تنقل هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن لوسي بوردون، من منظمة الخصوصية الدولية، قولها إن "جمع البيانات خارج عن السيطرة، ونحن بحاجة إلى وضع قيود على ما يتم جمعه".

كيف يتم جمع البيانات؟
يشكل السجل الانتخابي "العمود الفقري" لمصادر البيانات، وفقاً للمنظمة، لكن بعد ذلك من الصعب بشكل مفاجئ تحديد ما تستخدمه الأحزاب. وما أصبح أكثر وضوحاً في الأشهر الأخيرة هو دور وسطاء البيانات. إذ يستخدم كل من المحافظين وحزب العمال منتجاً من Experian يسمى Mosaic، وفقاً لمنظمة "أوبن رايتس غروب"، التي تصف Experian بأنه "متجر شامل للبيانات المستخدمة في تصنيف المواطنين". تُعرف Experian بأنها وكالة تصنيف ائتماني، ولكنها تعمل أيضاً كوسيط بيانات، جنباً إلى جنب مع أخرى مثل Equifax وTransunion. تجمع البيانات بنفسها أو، في بعض الحالات، تشتريها من شركات أخرى، مثل شركات بطاقات الائتمان، ثم تبيعها للمعلنين، أو، في هذه الحالة، للأحزاب السياسية. وأوصى مكتب مفوض المعلومات بقائمة طويلة من التحسينات التي تحتاج الشركة إلى إجرائها، من أجل الامتثال للائحة العامة لحماية البيانات على مستوى الاتحاد الأوروبي.

المساهمون