هكذا احتج فلسطينيون على سرقة إسرائيل تراثهم في مسابقة "ملكة جمال الكون"

15 ديسمبر 2021
المحاولات الإسرائيلية لسرقة التراث الفلسطيني تضع الجميع أمام مسؤولياتهم (العربي الجديد)
+ الخط -

على وقع الأغاني التراثية الفلسطينية وارتداء اللباس التراثي الفلسطيني للرجال والنساء، احتج عشرات الفلسطينيين، اليوم الأربعاء، وسط مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، على محاولة إسرائيل سرقة الثوب والتراث الفلسطيني، بما تسمى "مسابقة ملكة جمال الكون".

رجال ونساء غنّوا أغاني التراث الفلسطيني، وعرضوا الأكلات الشعبية الفلسطينية (المفتول، والفلافل)، بينما كانت الأواني التراثية الفلسطينية حاضرة أيضًا، وهتف المشاركون لفلسطين وتراثها.

في ميدان المنارة وسط مدينة رام الله، وقفت السيدة الفلسطينية حنان كشلو، كغيرها من النساء، وهي ترتدي لباسها التراثي الفلسطيني، في تأكيد منها على أهمية مجابهة الرواية الصهونية ومحاولة سرقة التراث الفلسطيني.

تقول حنان لـ"العربي الجديد"، على هامش الوقفة الاحتجاجية: "أريد أن أحمي تراثي أمام الهجمة الصهيونية، فجئت اليوم للمشاركة، ردًا على الرواية الإسرائيلية بسرقة تراثنا. إسرائيل شعب بلا ثقافة ولا تاريخ، هم يحاولون سرقة ثوبنا، الذي يحمل آهات الأمهات، ويريدون تلويث القضية الفلسطينية بمثل هذه المشاركات في ما تسمى (مسابقة ملكة جمال الكون)".

أما السيدة عطاف عبد الوهاب، فقد أكدت لـ"العربي الجديد"، أن مشاركتها في الفعالية جاءت كرسالة لكل العالم وللشعب الإسرائيلي الذي يسرق التراث الفلسطيني، أن فلسطين بتراثها وشعبها المقاوم ستنتصر، وأن الفلسطينيين يفخرون بتراثهم ويحافظون عليه".

السيدة فريهان دراغمة، جاءت إلى ميدان المنارة لتشارك في هذه الفعالية الاحتجاجية، وقالت لـ"العربي الجديد": "إن مشاركتي تأتي كرسالة للاحتلال أن تراث الشعب الفلسطيني، ورغم كل المحاولات، فإن الاحتلال لن ينجح في سرقته، لأن شعبنا الفلسطيني كل شيء لديه ينطق بالعربية، وكل شيء لدى شعبنا هو تراث".

ومنذ أيام، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بهاشتاغات رافضة لمحاولة إسرائيل سرقة التراث والثوب الفلسطيني، لتتوج تلك النشطات الإلكترونية بفعالية في الميدان، حيث توضح عضو الهيئة الإدارية في جمعية الزي الفلسطيني، لنا حجازي، لـ"العربي الجديد"، "إن فعالية اليوم، تنديدية بمحاولة جديدة للاحتلال بسرقة تراثنا وأثوابنا، نحن أصحاب الحق، نرفض إلباس المشاركات في مسابقة ملكة جمال الكون الأثواب الفلسطينية، على اعتبار أنها حق لإسرائيل".

وفي الوقت الذي انتقدت فيه حجازي موافقة المشاركات في المسابقة على هذه الخطوة الإسرائيلية، دعت العالم إلى أن يقف في وجه سرقات الاحتلال المتكررة للتراث الفلسطيني.

وفي رد على سؤال حول كيفية مواجهة سرقات الاحتلال للتراث الفلسطيني، قالت حجازي: "نحن كجمعيات دائماً نحاول أن نجد الفرصة للتعبير عن فلسطين بأفضل طريقة وأسلوب لتمثيل زيّنا التراثي. لا شك أن هناك نقصا في الإمكانيات، وهناك صعوبة في محاربة الرواية الاحتلالية التي توظف لها جهوداً كبيرة، لكننا مستمرون في محاولتنا دحض رواية الاحتلال".

وشددت حجازي على ضرورة العمل على تقوية الرواية الفلسطينية، لأنه يتم مواجهة منظومة مدعومة من العديد من الدول الاستعمارية، فيما أكدت على ضرورة التواصل مع العديد من الجهات لتفعيل قضية التراث، ولا بد من إعداد الأبحاث والتوثيق للزي الفلسطيني ونشره على مستوى العالم، ولا بد كذلك من نشر الرواية الشفوية عن تراثنا، سواء محليًا أو دوليًا.

وتابعت حجازي "يجب أن تكون هناك متاحف للتراث الفلسطيني، ويجب العمل على دعم القائمين على التراث، ودعم النساء اللاتي يطرزن الثوب الفلسطيني، وأيضًا لا بد من القيام بفعاليات في الخارج. نحن نرغب في القيام بفعاليات في الخارج لنشر الثقافة عن تراثنا الفلسطيني، ولكن الماديات تقف عائقاً".

بالنسبة للفلسطيني حيدر أبو مخو، الذي جاء ليشارك في الفعالية الاحتجاجية، فقد أكد لـ"العربي الجديد"، أن المحاولات الإسرائيلية لسرقة التراث الفلسطيني تضع الجميع أمام مسؤولياتهم للتعامل مع الخطر الذي يتعرض له التراث، وأنه لا بد من تشكيل لجنة وطنية لمتابعة الأمر.

يقول أبو مخو: "في ظل الهجمة الصهيونية على زينا ومورثونا الفلسطيني الثقافي والتراثي، فإننا بحاجة إلى خطة متكاملة من كل الجهات ذات العلاقة للنهوض بهذه القضية، للتأكيد على أن هذه القضية فلسطينية بامتياز، وأنه لا بد من محاربة ما تحاول إسرائيل فرضه بسرقة التراث الفلسطيني".

المساهمون