نيويورك تايمز و"العنف الجنسي في 7 أكتوبر": من كتب التحقيق؟

26 فبراير 2024
حتى الساعة يلاقي المقال سيلاً لامتناهياً من الانتقادات بسبب ركاكته (Getty)
+ الخط -

قبل شهرين، في 28 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، نشرت صحيفة نيويورك تايمز تحقيقها الشهير بعنوان "صراخ بلا كلام، كيف استخدمت حركة حماس العنف الجنسي كسلاح في 7 أكتوبر". حتى الساعة يلاقي المقال سيلاً لامتناهياً من الانتقادات، بسبب ركاكته والثغرات التي شابته. حتى أنّ الصحيفة نفسها امتنعت قبل شهر تقريباً عن بث حلقة من البودكاست الشهير ذا ديلي، تطرّقت إلى ادعاءات العنف الجنسي نفسها، بسبب التشكيك وعلامات الاستفهام حول ما نشرته الصحيفة عن الموضوع.

نيويورك تايمز تستعين بصحافيين بلا خبرة

اليوم، يعود التحقيق الشهير إلى الواجهة، لكن من خلال واحدة من الصحافيات المشاركات فيه وهي أنات شوارتز. شوارتز بدأت الكتابة مع الصحيفة بعد عملية طوفان الأقصى وحرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة. 

ومن أصل 7 تقارير نشرت لها في الصحيفة، أو ساهمت في كتابتها، فإنّ أربعة منها تطرقت إلى ادعاءات العنف الجنسي في 7 أكتوبر/ تشرين الأول. لكنّ كتاباتها ليست وحدها المثيرة للجدل، بل إن حسابها على منصة إكس أثار ضجة واسعة على مواقع التواصل في اليومَين الماضيين. إذ تبيّن أنّها صهيونية وتشجّع على "إبادة قطاع غزة"، وذلك من خلال إعجابها بعدد كبير من التغريدات التي كتبها مغردون صهاينة تدعو إلى إبادة الغزيين ومسح قطاع غزة عن الخريطة.

على سبيل المثال، أعجبت شوارتز بمنشور للصحافي الإسرائيلي ديفيد مزراحي يدعو إلى "تحويل قطاع غزة إلى مسلخ"، وهو واحد من المنشورات التي استندت إليها جنوب أفريقيا في دعواها أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي ضد الاحتلال الإسرائيلي. كما عبرت في أكثر من مرة، منذ السابع من أكتوبر، عن تشجيعها لفكرة تشبيه حركة حماس بتنظيم داعش، بهدف تخويف الغزيين أولاً ثم تخويف العالم.

لكن الأهم هو أن شوارتز لا خبرة صحافية لها، إذ إنها صانعة أفلام، وهو ما يطرح علامات استفهام عدة حول اختيار صحيفة بحجم "نيويورك تايمز" التعاون معها لتغطية وكتابة تقارير حول العداون الإسرائيلي على قطاع غزة.

وذكر موقع ذا ديلي بيست الأميركي، أمس الأحد، أنّ نيويورك تايمز بدأت تحقيقاً مع أنات شوارتز بسبب المشورات التي أعجبت بها على منصة إكس، وتحديداً تلك التي تدعو إلى تحويل غزة إلى "مسلخ". أما مدير مكتب موقع ذي إنترسبت في واشنطن راين غريم، فقال في منشور على "إكس" إنّ "مصادر عدة في نيويورك تايمز أبلغتني بأنّ الصحيفة ستقطع علاقاتها مع أنات شوارتز بعد الكشف عن تاريخها على وسائل التواصل الاجتماعي".

إعلام وحريات
التحديثات الحية

صحافي آخر مشارك في التحقيق، هو آدم سيلا (24 عاماً). بدروه، لم يكن سيلا صحافياً قبل السابع من أكتوبر، ولم يكتب أي مقال أو تقرير في أي مطبوعة. سيلا هو قريب أنات شوارتز (ابن شقيق زوجها)، واختارته نيويورك تايمز ليبدأ مسيرته الصحافية في تغطية حرب الإبادة في قطاع غزة، رغم عدم امتلاكه أي خبرة صحافية.

جيفري غيتلمان

أما الصحافي الثالث، وهو الكاتب الأساسي للتحقيق جيفري غيتلمان، فقال قبل أسابيع أثناء مشاركته في ندوة حوارية إنه "ليس من واجبه تقديم أدلة (على حصول جرائم الاغتصاب في 7 أكتوبر)"، وذلك في معرض الرد على سؤال بشأن غياب الأدلة الحقيقية في التحقيق الذي أعده ونشرته "نيويورك تايمز". 

سيرة غيتلمان المهنية تشبه إلى حد كبير جوابه بشأن غياب الأدلة على وقوع جرائم الاغتصاب. فعام 2015، وبينما كان مراسلاً للصحيفة الاميركة في دول أفريقية عدة، نسب إلى رئيس زيمبابوي روبرت موغابي تصريحات لم يقلها، ثم عاد واعترف بنفسه بخطئه.

المساهمون