دقّ المجلس الوطني للنقابة الوطنية للصحافة المغربية، اليوم الأربعاء، ناقوس الخطر بشأن وضع الصحافة الورقية، معتبراً أن الأمر "يستدعي تدخلاً عاجلاً لإنقاذ القطاع وحماية العاملين فيه".
ونبّه المجلس الوطني للنقابة الوطنية للصحافة المغربية، إلى ما وصفه بـ"التراجع الخطير" في مجال الصحافة الورقية، لافتاً إلى أنه "تم غلق مجموعة من الجرائد وتسريح العاملين فيها دون احترام للحقوق الاجتماعية وللقوانين المنظمة".
واعتبر المجلس، في بيان له، أن وضع العنصر البشري في قلب دعم المقاولة الإعلامية، من شأنه أن يجعل هذه الأخيرة قادرة على منح أجرائها استقراراً مهنياً في ظل كرامة تليق بمقام المهنة ونبلها"، داعياً الحكومة والشركاء في المهنة إلى اعتماد مقاربة تشاركية تضع العنصر البشري في قلب دعم وتقوية المقاولة الإعلامية".
وطالب المجلس بـ"فتح النقاش حول عدد من القضايا الملحة في بعض القطاعات كالإلكتروني والإذاعات الخاصة والصحافة الجهوية".
وتعيش الصحف الورقية في المغرب، منذ سنوات، احتضاراً بطيئاً، في ظل التراجع الكبير في مبيعاتها بسبب ضعف المقروئية والمنافسة الشرسة للصحافة الإلكترونية، حيث لا تتعدى مبيعات الصحف الورقية مجتمعة 150 ألف نسخة يومياً حالياً.
وكان "المجلس الوطني للصحافة" في المغرب قد حذر، في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، من مستقبل قاتم لمؤسسات صحافية عدة، في ظل الأزمة الحالية الناتجة من تداعيات تفشي فيروس كورونا.
ونبّه "المجلس الوطني للصحافة"، في تقريره الثاني عن أوضاع الصحافة المغربية في ظل جائحة كورونا، على أن الصحافة المبنية على قواعد العمل المهني والأخلاقي "مهددة الآن بشبح الإفلاس".
ولفت إلى أن "مجرد عودة طباعة الصحف بعد الحجر الصحي اعتبرت مؤشراً إيجابياً، بغضّ النظر عن نتائجها الرقمية"، إلا أن هذا الانطباع كان مجانباً للصواب، إذ إن "الصحف لم تعد كلها للصدور في شكلها الورقي، واضطر بعضها الآخر إلى إعادة رسملة أسهمه، وتوقف بعضها الآخر عن الصدور بالنظر للصعوبات التي واجهتها بفعل الوباء".
وكشف التقرير الذي أعدته لجنة المنشأة الصحافية وتأهيل القطاع، في المجلس الوطني للصحافة، أن الانخفاض في حجم مبيعات الصحف بعد رفع الحجر الصحي قارب 70 في المئة، مقارنة بما قبله، وانخفضت الإعلانات التجارية بنحو 65 في المائة، مع استمرار الأزمة في الصحافة الإلكترونية التي لا يصل إليها إلا 25 في المئة من المخصصات الإعلانية الرقمية، إذ يستحوذ عمالقة التكنولوجيا على 75 في المئة منها.