استمع إلى الملخص
- **انتهاكات حقوق الصحافيين**: أكدت النقابة استمرار انتهاكات قوات الدعم السريع لحقوق الصحافيين، مشيرة لاعتقال مهندس الصوت مأمون حسن حامد منذ فبراير/شباط، وتم اعتقال أكثر من 40 صحافياً منذ اندلاع الحرب.
- **الوضع الإنساني المتدهور**: حذرت الأمم المتحدة من كارثة إنسانية تهدد المنطقة، مع تفشي المجاعة في شمال دافور، ويواجه 26 مليون شخص انعدام الأمن الغذائي الحاد، ودعت المفوضية العليا للاجئين لزيادة المساعدات.
أطلقت نقابة الصحافيين السودانيين اليوم السبت، حملة لوقف الحرب الدائرة في البلاد منذ 15 إبريل/نيسان شعارها "لا تنسوا السودان"، وشددت على ضرورة ضمان أمن وسلامة الصحافيين وتعزيز دور الصحافة في نقل الحقائق المجردة وتسليط الضوء على معاناة المدنيين.
وذكرت نقابة الصحافيين السودانيين، في بيان لها، أن إطلاقها الحملة يأتي التزاماً بمواثيقها وتعهداتها، وذلك من أجل "وقف الحرب، وتسليط الضوء على المأساة الإنسانية التي يعيشها أبناء شعب السودان، ولفت الانتباه إلى معاناة السودانيين جراء الحرب اللعينة والضغط من أجل استعادة حياتهم الكريمة".
ودعت النقابة الأطراف المتنازعة إلى "وقف الأعمال القتالية فوراً، والسعي الجاد لإيجاد حلول سلمية وشاملة، لقطع الطريق أمام المزيد من الضحايا والدماء والتشرد والضياع".
وشددت على أنه من واجب جميع الأطراف "احترام القوانين الإنسانية الدولية وحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية لإبراء جراح المتضررين"، كما دعت "جميع الجهات الفاعلة وأصحاب الضمائر الحية إلى دعم المبادرات السلمية والمشاركة الفعالة في جهود وقف الحرب وإحلال السلام في السودان، فبلادنا الحبيبة تقف على مفترق طرق اليوم، ويجب على الجميع تحكيم صوت العقل".
وشددت على ضمان أمن وسلامة الصحافيين السودانيين وتعزيز دور الصحافة في نقل الحقائق المجردة وتسليط الضوء على معاناة المدنيين جراء الحرب الطاحنة، معربة عن أملها أن تساهم الحملة "في إنهاء المعاناة وتحقيق الاستقرار الذي يستحقه الشعب".
وفي كلمة لنقيب الصحافيين السودانيين عبد المنعم أبو إدريس بمناسبة تدشين الحملة، قال إن الحرب في السودان "مأساة منسية على الرغم من أن العالم يتحدث عن أكبر كارثة انعدام غذاء في العالم"، مشيراً إلى أنه كان لزاماً على النقابة "أن تلعب دوراً في تنبيه ضمير العالم الحي إلى هذه المأساة الإنسانية التي يغطيها النسيان". وأضاف: "لا تنسوا السودان، استيقظوا وانظروا إلى هذه المأساة التي تتمدد كل يوم وتضيف إلى ضحاياها أناساً جدداً".
وفي بيان لاحق، أكدت النقابة أن قوات الدعم السريع تواصل انتهاك حقوق الصحافيين السودانيين إذ تواصل اعتقال مهندس الصوت المعروف في الإذاعة السودانية، مأمون حسن حامد، منذ الثاني من فبراير/شباط الماضي، في مدينة أم درمان. وحملت قوات الدعم السريع مسؤولية أمنه وسلامته، وطالبت بإطلاق سراحه فوراً من دون قيد أو شرط.
كما حذرت النقابة قوات الدعم السريع من التمادي في انتهاك حقوق الصحافيين والصحفيات واستهدافهم واعتقالهم وسيلةً من أجل إسكاتهم وتخويفهم.
ومنذ اندلاع الحرب في السودان العام الماضي، تم اعتقال واحتجاز وتوقيف أكثر من 40 صحافياً بينهم خمس صحافيات من قوات الدعم السريع واستخبارات الجيش السوداني وجهات أخرى غير معلومة.
وقد احتل السودان المركز 149 من بين 180 دولة في مؤشر حرية الصحافة لعام 2024 الذي تعده منظمة مراسلون بلا حدود. وقد حذرت المنظمة من أنه "منذ اندلاع الصراع في 15 إبريل، بين الجيش النظامي بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان والقوات شبه العسكرية التابعة لقوات الدعم السريع بقيادة الفريق أول حميدتي، تزايدت بحدة التهديدات والاعتداءات والانتهاكات ضد الصحافيين، مما دفع الكثير منهم للجوء إلى الدول المجاورة".
وحذّرت الأمم المتحدة، أمس الجمعة، من أن الكارثة الإنسانية التي يشهدها السودان الغارق في الحرب تتهدّد المنطقة بأسرها، وذلك غداة تقرير أممي خلص إلى تفشي المجاعة في أجزاء من ولاية شمال دافور.
وخلصت مراجعة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي التي تستخدمها وكالات الأمم المتحدة إلى أن الحرب بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو أدخلت مخيم زمزم القريب من مدينة الفاشر المحاصرة في المجاعة. وحضّت المفوضية العليا للاجئين الجهات المانحة الدولية على زيادة مساعداتها للسودان حيث أوقعت الحرب عشرات آلاف القتلى، وفق الأمم المتحدة. ويواجه نحو 26 مليون شخص في السودان مستويات مرتفعة من "انعدام الأمن الغذائي الحاد" في البلاد، وفق ما أفاد تقرير أوردته الأمم المتحدة الخميس.