أصدرت النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين، مساء الثلاثاء، بياناً حاد اللهجة، أعلنت فيه رفضها للتعيينات الجديدة على رأس المؤسسات الإعلامية، والتي تضمّنت تعيين محمد ناجح الميساوي مديراً عاماً لوكالة تونس أفريقيا للأنباء (وات ــ الوكالة الرسمية في تونس)، وألفة الشرقي مديرة للإذاعة الوطنية أقدم إذاعة تونسية ويعود تاريخ تأسيسها إلى سنة 1938.
ورأت النقابة، في بيان لها، أنّ هذه التعيينات عودة "إلى المنظومة القديمة التي أطاحت بها الثورة التونسية سنة 2011، مبينة أنّ الوجوه المُعيّنة "معروفة بانتمائها لمنظومة البروباغندا النوفمبرية على رأس مؤسسات الإعلام العمومي"، مقابل إقصاء ممنهج ومتعمد للكفاءات الصحافية المستقلة والمهنية وتجميدها "مثلما حصل أخيراً مع الزميلة جيهان علوان التي أقصيت من تقديم برنامجها في الإذاعة الوطنية (البلاد اليوم) على خلفية تمسكها باستقلاليتها ورفضها الانخراط في منظومة الدعاية للسلطة".
وأضافت النقابة أنّ هذه الممارسات المشينة "تضرب مبادئ الثورة وتمثل خيانة لدماء الشهداء"، مؤكدة رفضها تعيين رموز منظومة الدعاية النوفمبرية (منظومة ما قبل الثورة التونسية) وإعلام الرأي الواحد الموجه "بهدف السيطرة على مؤسسات الإعلام العمومي (الرسمي) ووضع مشهد إعلامي يقوم على البروباغندا على حساب الموضوعية والمهنية".
واستنكرت الخطاب المتناقض للسلطة، التي تتحدث من جهة عن الثورية والمحاسبة ونظافة اليد وفي نفس الوقت تستعين "بمن مارس التعتيم وساهم في حرمان الشعب التونسي من حقه في الإعلام قبل الثورة وتكافئهم بالمناصب الهامة في المؤسسات الإعلامية".
وحمّلت النقابة "السلطة وعلى رأسها رئيس الجمهورية مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في قطاع الإعلام وخاصة الإعلام العمومي لرفضهم كل مطالب ومقترحات الإصلاح، واعتبار وسائل الإعلام مجرد أبواق تتم الاستعانة بها لممارسة التضليل الإعلامي وحرمان المواطنات والمواطنين من حقهم في المعلومة والإعلام".
ودعت إلى إطلاق نقاش عام حقيقي حول مستقبل قطاع الإعلام لوضع سياسات عمومية شاملة "تعالج بشكل جدي كل مشكلات الإعلام الحالية حتى تتمكن المهنة بشكل خاص والقطاع بشكل عام من المساهمة في تطوير المجتمع التونسي".