نظرة على "تليغرام": هذا ما يمكن توقعه بعد الانتخابات

06 نوفمبر 2024
شكلت "تليغرام" أداة تنظيمية لمخططي هجوم 6 يناير/كانون الثاني 2021 (سامويل كوروم/ Getty)
+ الخط -

وجهت مجموعات تدعم الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، رسائل هدفها تنظيم عمل مراقبي الانتخابات الرئاسية الأميركية، تحثهم فيها على أن يكونوا على أهبة الاستعداد للطعن في الأصوات في المناطق المؤيدة للديمقراطيين. بعض هذه المجموعات نشر صوراً لرجال مدججين بالسلاح ويسعون "لحماية حقوقهم". مجموعات أخرى نشرت نظريات مؤامرة تزعم أن خسارة ترامب في الانتخابات التي أجريت أمس الثلاثاء ستكون "إجهاضاً للعدالة تستحق أن تقام ثورة بسببها". ووفقاً لصحيفة نيويورك تايمز، فإن هذه الرسائل نشرت كلها على "تليغرام" المنصة التي تغيب عنها الرقابة المشددة ويستخدمها نحو مليار شخص، والتي أصبحت تنذر بما يمكن توقعه من فوضى بعد الانتخابات. 
"نيويورك تايمز"، المؤيدة للديمقراطية كامالا هاريس، أجرت تحليلاً شمل أكثر من مليون رسالة نشرت في نحو 50 قناة على "تليغرام" تضم نحو 500 ألف عضو. ووجدت حركة واسعة ومترابطة تهدف إلى التشكيك في مصداقية الانتخابات الرئاسية الأميركية، والتدخل في عملية الاقتراع، وربما الطعن في النتيجة. ودُشنت تلك القنوات بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2020، مما يسلط الضوء على تزايد أعداد المشككين في العملية الديمقراطية. ووجد تحليل "نيويورك تايمز" أن أكثر من أربعة آلاف منشور شجع المتابعين على التصرف على الأرض، من خلال حضور اجتماعات الانتخابات المحلية والانضمام إلى مسيرات الاحتجاج وتقديم التبرعات المالية. وحثت منشورات من مجموعات يمينية أخرى راجعتها صحيفة نيويورك تايمز المتابعين على الاستعداد لممارسة العنف. هذه الدعوات واللغة اليمينية التحريضية وجدت صدى على الأرض، ولم تنحصر بشبكة الإنترنت. وقالت المحللة الاستخبارية السابقة في إدارة شرطة نيويورك، كاثرين كينالي، إن الآراء التي تمت مشاركتها على منصة تليغرام "لا ينبغي تجاهلها باعتبارها تأملات أقلية هامشية، بل ينبغي النظر إليها بوصفها تحذيراً بشأن ما قد يحدث يوم الانتخابات وبعده". وحذرت كينالي، التي تعمل الآن في معهد الحوار الاستراتيجي (شركة أبحاث)، من أن "تليغرام غالباً ما يكون دورها محورياً في تنظيم الأشخاص للانخراط في أنشطة غير متصلة بالإنترنت". وتذكرت حضور اجتماع عام 2022 للمشككين في الانتخابات في مونتانا، حيث علّم المشاركون بعضهم بعضاً كيفية استخدام "تليغرام". وأكدت، لـ"نيويورك تايمز"، أن هذه المنصة تستخدم "بشكل استراتيجي للغاية لنشر التطرف والتجنيد".

لعبت "تليغرام" دوراً صغيراً، لكنه مهم، في انتخابات عام 2020 كأداة تنظيمية لمخططي هجوم 6 يناير/كانون الثاني 2021 على مبنى الكابيتول الأميركي. واليوم أصبح تأثيرها أعظم وربما أكثر خطورة، وفقاً لتحليل "نيويورك تايمز". إذ تنشر قنوات الإعلام اليمينية سلسلة من الأخبار واللقطات الساخرة والمعلومات المضللة حول المخالفات المزعومة في التصويت، والتي تتلقفها مجموعات أخرى وتستخدمها للزعم بأن الديمقراطيين بدأوا بسرقة الانتخابات. ويختلط ذلك بدعوات للمواطنين للحضور إلى صناديق الاقتراع ومراقبة المخالفات والإبلاغ عنها، أو القتال إذا لزم الأمر. وشقت العديد من المنشورات التي تثير الشكوك حول موثوقية الانتخابات طريقها إلى قنوات الجماعات المتطرفة "براود بويز" التي فضلت "تليغرام" على منصات أخرى بعد تقييدها من قبل مواقع مثل "فيسبوك" و"إنستغرام" و"إكس". وتساءلت منشورات "براود بويز" عن سبب عدم قدرة الولايات على إحصاء الأصوات بالكامل في ليلة الانتخابات، وكررت ادعاءات مضللة حول أرقام تسجيل الناخبين في ميشيغين. 
وفي هذا السياق، قالت ويندي فيا، مؤسسة المشروع العالمي ضد الكراهية والتطرف، والتي تتبعت ارتفاعاً بنسبة 317% في إنكار الانتخابات على "تليغرام" في أكتوبر/تشرين الأول الماضي: "عندما تنظر إلى المنشورات، حتى لو لم تكن تدعو بالفعل إلى العنف أو حتى لو لم تكن تقول إننا بحاجة إلى القبض على أي شخص، فهناك نبرة قبيحة للغاية". وأكدت أنه في المقابل لا وجود لحركة يسارية بهذا الحجم على المنصة. 
وكانت "تليغرام"، التي اعتُقل مؤسسها بافيل دوروف في فرنسا في أغسطس/آب الماضي بتهم تتعلق بنشر مواد غير مشروعة، أكدت في بيان أنها عززت إجراءات الإشراف على المحتوى قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية. وأضافت الشركة أنها ستتعاون مع السلطات لإزالة "المحتوى الإجرامي". وقالت الشركة: "لا تتسامح تليغرام مع المحتوى الذي يشجع على تعطيل العمليات الديمقراطية القانونية من خلال العنف أو تدمير الممتلكات".

المساهمون