نساء الحارة الشامية: الوجوه نفسها بأسماء جديدة

28 ابريل 2021
سئم الجمهور تكرار الوجوه نفسها والإطالة والثرثرة (MBC)
+ الخط -

حجزت مجموعة من الفنانات السوريات حضوراً في بطولة المسلسلات الدرامية لهذا الموسم، فلم يكن الغياب سيد الموقف لدى جميلات الدراما السورية، باستثناء الفنانة أمل عرفة التي لم تسعفها الخيارات المعروضة عليها بالظهور خلال الموسم الحالي. لكن حضور زميلاتها في الدراما، لم يكن عميقاً كما توقع الجمهور، فرغم تصدير ثلاثة مسلسلات بيئة شامية ضخمة على أسماء بطلات الصف الأول في سورية، ووجود تسويق كبير شمل لأول مرة فكرة البوسترات الفردية، إضافة إلى "تيزير" دعائي للشخصية التي تلعبها النجمة، إلا أنّ ذلك لم يعوض غياب الأثر الفعلي للشخصية على الأقل في الثلث الأول من العمل.

وحيث وُعد متابعو الفنانات بتطور الشخصيات في الحلقات القادمة، سئم الجمهور فكرة الإطالة المرهقة للمشاهد، وهي تأتي على حساب التكثيف والمتعة، إذ استطاعت الفنانة ناظلي الرواس جذب الأنظار إليها في تجربة المسلسل القصير "قيد مجهول"، الذي بُثّ قبل رمضان، لتكسب الرهان على وجود أدوار نسائية مؤثرة، طالما كتبت بعناية واستفزت أدوات الممثل لإخراج أفضل ما لديه.

"أم العز" التائهة

منذ بداية الترويج لمسلسل "حارة القبة"، والجمهور ينتظر البطولة الفردية للفنانة سلافة معمار في مسلسل شامي، بعدما تقاسمت الحضور مع زميلتها شكران مرتجى في "وردة شامية"، وظهرت ببطولة جماعية من الممثلات في "خاتون". جاء التيزر الأول للعمل لصالح سلافة، التي عادت للعمل مع المخرجة رشا شربتجي، ضمن مناخ إنتاجي ضخم غامر فيه المنتج هاني العشي بالعودة إلى الدراما السورية بعد غياب عشر سنوات.

الشخصية التي لعبتها معمار، لم تقدّم في الحلقات العشر الأولى من المسلسل أي ملمح مختلف، معتمدة على عدة ردود فعل متوقعة، خاصة مع الانتقادات التي وجهت لمعمار بقبولها لعب دور الأم لفتيات شابات، ما يعني تأطيرها في دور الأم خلال السنوات القادمة، ما قد يأتي على حساب الأدوار النسائية المستقلة التي برعت في تأديتها منذ مسلسل "زمن العار" وحتى "قلم حمرة". فـ "أم العز" شخصية متوترة تعاني من قلق داخلي وخوف من الفضيحة في الحارة، وتقع في شباك مجموعة من الأسرار، ما يمهد، بحسب صناع، العمل لتطور صارخ في الشخصية، ولكن ذلك قد يأتي متأخراً بعد مرور النصف الأول من الموسم وانزياح المشاهدين عن متابعة العمل.

في حين ظهرت وجهة نظر ثانية، تقارن سياق "حارة القبة" مع مشروع "باب الحارة"، إذ شهد الجزء الأول إيقاعاً بطيئاً لم يبشّر بصناعة مسلسل سوري مختلف، لينتهي الجزء الأول بمشهد طلاق أبو عصام لزوجته، وحوّل الجزء الثاني من السلسلة الأشهر إلى المسلسل الأكثر متابعة في الموسم الذي تلاه.

سينما ودراما
التحديثات الحية

"قمر" في دائرة التكرار

يقول المتابعون لشخصيات الفنانة السورية كاريس بشار في نطاق البيئة الشامية: "ماذا ستقدّم بشار أكثر مما صنعته في سعدية؟". إشارة إلى مسلسل "ليالي الصالحية"، حيث ضمنت بشار عبر الشخصية المقدمة في هذا المسلسل بطاقة عبور إلى نجومية الصف الأول، وحافظت على ذلك في خط متصاعد لم يفقد أثره في ما بعد بالتجارب اللاحقة التي قدمتها ضمن نطاق البيئة الشامية، مثل "أهل الراية" و"خاتون".

بشار تطّل للموسم الثاني ضمن مسلسل "سوق الحرير" بعد العثرات الجمّة في إنتاج الجزء الأول قبل عام. ورغم محاولات ترميم الأخطاء وإنجاز جزء ثانٍ أقوى من الناحية البصرية والإنتاجية.

جاء الجزء الثاني متعثراً، حاله حال الأول، في إمساك خطوط الحكاية بشكل جذاب وإعطاء مساحة مختلفة ومميزة لكل شخصية، فـ "قمر" ما زالت في حالة الشجار المستمرة بينها وبين زوجها "عمران"، فيما بدا أيضاً خلل في بنية الشخصية درامياً؛ إذ إن "قمر"، ضمن نطاق الموسم الأول، بدَت شخصية بسيطة تقودها مشاعرها بسذاجة إلى الانفعال من دون تخطيط، على عكس الخط البنائي للشخصية في الموسم الثاني، إذ ظهرت "قمر" بدهاء كبير وخطط واضحة ومدروسة للإيقاع بـ "عمران".

سينما ودراما
التحديثات الحية

"ياسمين" من دون عطر

الخيار الثالث غير المدروس، كان للفنانة السورية سلاف فواخرجي، التي قبلت ببطولة جزئية ضمن مسلسل "الكندوش"، لتحضر في الثلث الأول من العمل كممثلة ثانوية من دون مشاهد رئيسية، وإن حضرت في بعض اللقطات جاءت أقرب للاصطناع وعدم الواقعية. حيث لاقى أحد المشاهد التي قدمتها وهي تتخيل نفسها تسقط من أعلى المنزل الشامي إلى البحرة في الطابق السفلي سخرية على مواقع التواصل الاجتماعي لسوء تنفيذه وعدم منطقيته.

بالمقابل، بدَت الشخصية على فواخرجي غير ملائمة في السن، كزوجة رجل متوف، طفلاها صغيران، تصنع من شعرها جديلة لتبدو بعمر أصغر، من دون تطور واضح في خط الشخصية، على عكس الأعمال الشامية التي لعبت فيها فواخرجي دورا مؤثرا، وبدَت خلالها بكامل حضورها، مثل "ياسمين عتيق" و"حرائر" و"حدث في دمشق".

القائمة تطول، فشكران مرتجى حاضرة في عملين شاميين بذات الدور ودون اختلاف واضح بين العملين، ونضج أداء نادين تحسين بيك في "حارة القبة" يقابله سلبية الشخصية وعدم تطورها في "سوق الحرير"، بينما تحضر كندة حنا صامتة دون أن تنبس ببنت شفة في مسلسل "الكندوش"، في الوقت الذي تغيب فيه القديرة منى واصف عن الحارات الشامية، وتحضر الأختان صباح وسامية الجزائري في "الكندوش"، بظلٍّ خفيف من دون إشباع لشخصيات تتناسب مع حجم تاريخيهما.

المساهمون