ميلر: "فوريوسا" والاقتراب من الأنتروبولوجيا

28 يونيو 2024
جورج ميلر بين آنيا تايلور جوي وكريس همْسورث في "كانّ 2024" (ستفان كاردينالي/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- فيلم "فوريوسا ـ ملحمة ماد ماكس" (2024) لجورج ميلر يُعرض دوليًا لأول مرة خارج مسابقة في مهرجان "كانّ" الـ77، مع بدء عروضه التجارية في أمريكا وأستراليا في مايو 2024، ويحقق إيرادات دولية تساوي تكلفته البالغة 168 مليون دولار في شهر واحد.
- "فوريوسا" يمثل تحولًا في ملحمة "ماد ماكس" بكونه أول فيلم بدون البطل ماكس، حيث يركز على قصة فوريوسا على مدى 18 عامًا، معتبرًا العمل قريبًا من الأنثروبولوجيا لتفصيله العميق للعالم والشخصيات.
- جورج ميلر يناقش إمكانية استكشاف ماضي ماكس في أعمال مستقبلية، مؤكدًا أن القصة تستحق السرد بسبب جودتها العالية، ويشير إلى اهتمام تشارليز ثيرون بسيناريو "فوريوسا" قبل تصوير "طريق مجنونة".

 

"فوريوسا ـ ملحمة ماد ماكس" (2024)، للأسترالي جورج ميلر (1945)، معروض للمرة الأولى دولياً خارج مسابقة الدورة الـ77 (14 ـ 25 مايو/أيار 2024) لمهرجان "كانّ". عرضه التجاري الأميركي منطلقٌ في 24 مايو/أيار، بعد يومٍ واحد فقط على بدء عروضه التجارية الأسترالية. فيلم من 148 دقيقة، تبلغ ميزانيته 168 مليون دولار أميركي، وإيراداته الدولية، بين 22 مايو/أيار و25 يونيو/حزيران 2024، تساوي 168 مليوناً و76 ألفاً و980 دولارا أميركيا (بوكس أوفيس موجو). في فرنسا، يُعرض في اليوم نفسه لعرضه الأول في "كانّ"، وبين 22 مايو/أيار و19 يونيو/حزيران 2024، يُشاهده 828 ألفاً و705 مشاهدين.

في حوار منشور في "بروميير" (مجلة سينمائية شهرية فرنسية، يونيو/حزيران 2024)، يقول فرنسوا ليجي إنّ "فوريوسا" أول فيلم من ملحمة "ماد ماكس" (ماكس المجنون) "من دون بطلها، ماكس"، المُشارك في Mad Max Beyound Thunderdome (1985، ميلر والأسترالي جورج أوجلْفي) و"ماد ماكس: طريق مجنونة Mad Max: Fury Road" (2015). ثم يسأل ميلر: "أيمكن الاقتناع بأنّك مُنظِّمٌ واعٍ لاختفائه التدريجي"؟ يُجيب الأسترالي: "لا، لا، أبداً. سأقول لك ما الحاصل في هذا. مع "طريق مجنونة"، أروي قصة تدور أحداثها في فترة مقيّدة للغاية، مُحدّدة بثلاثة أيام تقريباً. لكي نتمكّن من التقدّم بسرعة، علينا معرفة كلّ شيءٍ عن هذا العالم: ماضي الشخصيات طبعاً، لكنْ أيضاً كلّ عربة وكلّ إكسسوار وكلّ زيّ وكلّ حركة وكلّ كلمة منطوق بها".

يُضيف أنّ هذا عملٌ "يقترب كثيراً من الأنتروبولوجيا"، إذْ عليه تحقيقه مع المُصمّمين والممثلين: "القصة المكتوبة عن فوريوسا تتناول فترة من حياتها تمتدّ 18 عاماً، منذ بلوغها عشرة أعوام: عيشها في "الأرض الخضراء"، ثم خطفها، وتطوّر الأراضي المدمَّرة، إلخ. ماضي فوريوسا يُصبح سيناريو حقيقياً، وذاك الخاص بماكس يتّخذ شكل قصة (The Wasteland، المشروع الجديد ـ المحرّر). بعد نجاح "طريق مجنونة"، أقول لنفسي إنّ عليّ حتماً إنجاز فيلمٍ ينطلق من النص السينمائي لفوريوسا. ها نحن الآن نتحدّث عنه (يضحك). سؤال الانفصال عن ماكس غير مطروح. إلى ذلك، إنّه هنا، في مكانٍ ما، مخبّأ في الخلفية".

مخبّأ جسدياً أو مجازياً؟ يُجيب ميلر: "يُفهم الأمر عند مشاهدة الفيلم. لكنْ، إنْ تصطف الكواكب، وكلّ شيءٍ يعمل، أحبّ أيضاً سرد حكاية ماكس في العام السابق على أحداث "طريق مجنونة". أتمنّى أنْ تسنح لي الفرصة".

لكنْ، أيُمكن القول إنّ هناك جرأة في إعادة إطلاق تلك السلسلة من دون الشخصية الأساسية التي بقيت طويلاً أساسها؟ يقول ميلر: "القصة جيدة إلى حدّ أنّه يجب سردها بكل بساطة. أعطيت سيناريو "فوريوسا" لتشارليز ثيرون لتقرأه قبل "طريق مجنونة" (...). أحبّته كثيراً، وسألتني عمّا إذا يُمكن تصويره قبل الأول. أجبتها: "أمضينا وقتاً طويلاً في تحضير "طريق مجنونة"، وعلينا إنجازه أولاً".

المساهمون