يستعجل بعض المتعهدين الفنيين الانتهاء من خريطة الحفلات الخاصة بموسم الصيف المقبل. الواضح أن مرحلة ما بعد حرب أوكرانيا، وهدوء عاصفة كورونا لجهة التدابير والاحتياطات الاحترازية، دفعت عدداً من هؤلاء المتعهدين إلى تنظيم مجموعة من الحفلات والفعاليات الغنائية الخاصة بموسم صيف 2022، وذلك بعد عامين من إلغاء معظم النشاطات الفنية جراء تفشي الوباء.
في لبنان، لا يمكن الجزم بكيفية عودة المهرجانات الفنية المعتادة. ولو قُدّر لها ذلك، سيعلن عنها بعد الانتخابات النيابية المفترض إجراؤها في منتصف مايو/ أيار المقبل.
يؤكد مصدر خاص في حديث إلى "العربي الجديد"، أن لجنة مهرجانات بيت الدين لا تفكر حتى اللحظة في عودة نشاطها الفني، بعد أكثر من 35 عاماً على تنظيم هذه الفعالية التي تحولت إلى مناسبة سنوية ينتظرها الجمهور، واستطاعت التأسيس لخط فني ملتزم، من حيث الضيوف والشخصيات التي شاركت طيلة هذه السنوات.
وكذلك، لم تعلن مهرجانات بيروت عن استئناف نشاطها، ولو أن اللجنة متحمسة لإعادة الصورة التي دأبت عليها منذ سنوات في قلب العاصمة اللبنانية، واستقبال مجموعة من أهم المغنين اللبنانيين والعرب. ويعمل القائمون على المهرجان بحث التكاليف المالية الخاصة بالمهرجان، لتأكيد أو نفي خبر العودة، فيما يحضر فريق عمل تابع للجهات المنظمة تصوّراً حول الفنانين الذين من الممكن استضافتهم في قلب بيروت، بعد عامين من الغياب.
أما مهرجانات بعلبك الدولية، فهي حتى الساعة تعمل على برنامج مختصر تماماً، كما حصل العام الماضي، ونقلت الفعالية مباشرة على المواقع الافتراضية، وحققت نجاحاً كبيراً لجهة المتابعة. وقالت لجنة المهرجانات إنها مطالبة بعدم التوقف عن أي نشاط في الفترة التي كان يشهد لبنان خلالها إقامة المهرجان فعلياً، حتى في ظروف مشابهة لاجتياح كورونا، رغم غياب الجمهور والتفاعل المباشر مع الناس.
أما عربياً، حتى الساعة، لا يمكن الجزم بإلغاء أو تنظيم أي نشاط، لكنّ المؤكد غياب مهرجان "موازين" المغرب للسنة الثالثة على التوالي بسبب كورونا، وتغيب أي منشورات أو إعلانات خاصة بالمهرجان الذي تحول إلى محطة سنوية يتنافس ضمنها المغنون في ليال تشهد إقبالاً جماهيرياً كبيراً، ويُعزز حضور المغرب القوي على الصعيد الفني، وكذلك مقياس وقوة المغنين المشاركين في كل سنة.
تلفت مصادر خاصة إلى أن الإعلان عن مهرجان جرش في الأردن سيتم في منتصف يونيو/ حزيران المقبل. لجنة المهرجان التي نظمت في الصيف الماضي الفعالية، ولو بشكل مختصر، تعد العدّة هذه السنة أيضاً لتنشيط دورة جرش، وإعادة جدولة أسماء مجموعة من الفنانين العرب للمشاركة. لكن، لا يمكن الجزم بأي اسم سيشارك هذا الصيف.
في السياق، من المتوقع أن تعلن تونس عن عودة فعاليات مهرجان قرطاج الدولي، كما جرت العادة. قبل عامين، قللت تونس من النشاط الفني العام بسبب فيروس كورونا. لكنّها، في المقابل، دعت إلى مجموعة من الفعاليات، وطلبت من القائمين عليها اتخاذ التدابير اللازمة لتفادي أي خطر يهدد هذه الفعاليات، ومنها بالطبع الإجراءات الوقائية الخاصة بفيروس كورونا.