من خلال "إيقاعات السلام"، وهو عنوان مهرجان البستان الدولي للموسيقى هذه السنة، شاء المنظمون "الردّ بالموسيقى على إيقاعات الأزمات واليأس والقهر والفقر والجوع" التي يعانيها اللبنانيون، في دورة تجمع موسيقيين ومغنّين من دول تعاني الحرب والاحتلال.
ويتضمن المهرجان، الذي يفتتح في 23 فبراير/ شباط ويختتم في 19 مارس/ آذار، 19 حفلة متنوعة لموسيقيين عالميين ومحليين. وتحضر مقطوعات المؤلف الموسيقي الروسي رخمانينوف في معظم حفلات المهرجان إحياءً لمرور 150 عاماً على ولادته. وتتخلّل البرنامج الكلاسيكي المطعّم بالجاز حفلة غنائية لبنانية للفنان جورج خباز.
وشددت نائبة رئيسة المهرجان لورا لحود، اليوم الثلاثاء، في مؤتمر صحافي أقيم في فندق البستان، شمال شرقي بيروت، على عنوان "إيقاعات السلام" الذي أُطلق على هذه الدورة من المهرجان، موضحةً أنّ المقصود منه "الرد بالموسيقى على إيقاعات الأزمات التي نعيشها. إذ نرفض أن نعيش على إيقاعات الانهيار والإحباط واليأس والقهر والفقر والجوع (...) ونصر على أن نقاوم بالموسيقى والثقافة والابداع".
وقالت على هامش المؤتمر الصحافي لوكالة "فرانس برس" إنّ هذه النسخة تلقي الضوء على موسيقيين من أوكرانيا وفلسطين وروسيا ولبنان، أي من دول تعاني جراء الحروب والاحتلال، فـ"الموسيقى تتخطى الحدود وهي لغة توحد الشعوب ويفهمها الجميع".
ويقام المهرجان، الذي أسّسته النائبة الأولى في البرلمان اللبناني ميرنا البستاني قبل 29 عاماً، في فندق "البستان"، وتحتضن بعض حفلاته كنيستان في بيروت، وتمتد نشاطاته هذه السنة إلى صيدا وصور.
وشدّد المدير الفني للمهرجان وقائد الأوركسترا الإيطالي جانلوكا مارتشانو على أنّ المهرجان "يحمل رسالة مهمة، إذ ثمّة رابط بين الموسيقى والسلام ولبنان مثال يحتذى به في العالم في كيفية تخطي المعاناة ونشر الايجابية".
ويُفتتح المهرجان بعزف منفرد لعازفة الكمان الأميركية من أصل صيني إيللي سو، وترافقها أوركسترا من إيطاليا بقيادة قائدة الأوركسترا الإيطالية جيانا فراتا. ويختتم المهرجان بحفلة عنوانها "موسيقى من أجل السلام تعزفها أوركسترا موسيقيي أوروبا الشباب.
وتحيي عازفة البيانو الأوكرانية فالنتينا ليزيتزا حفلة في 24 فبراير تاريخ الاجتياح الروسي لأوكرانيا. وتقدّم أوركسترا موسيقيي أوروبا الشباب، بقيادة باولو أولمي، أمسية في صور عنوانها "باسم حفظة السلام"، موجهة لقوات الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل).
ومن أبرز محطات البرنامج حفلة غنائية شرقية تقدّم على مدى ليلتين عنوانها "جايي الأيام"، من إعداد الفنان جورج خباز، الذي ألّف كلمات الأغنيات ولحّن معظمها.
واعتبر خباز أنّ الحفلة "مزيج من الغناء والمسرح والشعر والحنين للوطن وفيها شق سينمائي موسيقي (...) وتحية إلى موسيقيين لبنانيين كبار". وتتميز الأغنيات بأنماط موسيقية متنوعة وحضور نحو 18 فناناً على المسرح.
ويتضمن البرنامج أيضاً حفلة عنوانها "إيقاعات من الشرق والغرب" لعازف البيانو اللبناني الفرنسي عبد الرحمن الباشا، ترافقه عازفة التشيللو الفرنسية الأرمنية أستريغ سيرانوسيان.
وفيما سيكون محبو الجاز على موعد مع حفلتين. الأولى كلاسيكية، والثانية تخيّم عليها أجواء الجاز الشرقي، يبرز في البرنامج قداس هايدن العاشر "المناهض للحرب"، بحسب مارتشانو، والذي ألفه هايدن في عام 1796 بينما كانت النمسا في خضمّ الحرب، وتعزفها الأوركسترا الفلهارمونية اللبنانية بقيادة مارتشانو ويحييها كورس جامعة سيدة اللويزة بقيادة الأب خليل رحمه.
ويخصّص المهرجان سنوياً مساحةً للأوبرا، ويستضيف في هذه الدورة السوبرانو الروسية المعروفة إيلينا ستيكينا. ومن روسيا أيضاً، يبرز عازف البيانو الشاب ألكسندر مالوفوفيف.
(فرانس برس)