كرّم مهرجان "فيلمي الأول" الذي اختتم فعالياته مساء السبت في قصر العبدلية في العاصمة التونسية المخرج التونسي عصام بوقرة بعد حصول فيلمه الأول الروائي القصير "الفراشة" على عدد من الجوائز في مهرجانات تونسية ودولية.
لكن بوقرة لم يتمكّن من حضور حفل تكرميه بسبب وجود في السجن منذ أكثر من عام من دون أي محاكمة. وكان المخرج الشاب قد وضع في السجن بسبب اتهامه باستهلاك القنب الهندي المعروف في تونس باسم "الزطلة"، ولا يزال في السجن حتى الآن من دون محاكمة.
التكريم تسلمه والد المخرج الإعلامي والمؤرخ عبد الجليل بوقرة، الذي طالب "برفع الظلم" عن نجله و"التسريع بالبت في قضيته حتى يتم إخلاء سبيله ليعود إلى ممارسة عمله الإبداعي".
ويأتي توقيف بوقرة، وقبله عدد كبير من الفنانين التونسيين، ليفتح نقاشاً قديماً في البلاد، حول ضرورة تغيير الفصل 52 من مجلة الإجراءات الجزائية التونسية الذي ينص على معاقبة كل مستهلك للقنب الهندي بالسجن لمدة سنة وغرامة مالية بألف دينار تونسي (حوالي 330 دولاراً أميركياً). وقد استجاب الرئيس التونسي الراحل الباجي قايد السبسي سنة 2015 لهذه الدعوات وقرر تغيير القانون لما فيه من أضرار على فئات من المجتمع التونسي بسبب استهلاك القنب الهندي، لكن التعديل لم يدخل حيز التنفيذ وبقي الفصل ساري المفعول.