من هو بافيل دوروف مؤسس "تليغرام" الموقوف في فرنسا؟

25 اغسطس 2024
مؤسِّس "تليغرام" ورئيسه التنفيذي بافيل دوروف في المؤتمر العالمي للموبايل في برشلونة، 23 ف
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **اعتقال بافيل دوروف في باريس**: اعتقلت السلطات الفرنسية مؤسس تطبيق تليغرام، بافيل دوروف، في مطار لو بورجيه، بسبب مذكرة اعتقال تتعلق بقلة قيود المراجعة على التطبيق.
- **مسيرة دوروف المهنية**: دوروف، ملياردير روسي الأصل، أسس VK وتليغرام، وواجه ضغوطاً حكومية في روسيا قبل أن يغادرها ويؤسس تليغرام مع أخيه.
- **التوازن بين الحرية والمراجعة**: اعتقال دوروف يثير تساؤلات حول التوازن بين حرية التعبير ومراجعة المحتوى، خاصة في ظل الأنظمة الاستبدادية.

اعتقلت باريس المؤسِّس والرئيس التنفيذي لتطبيق التراسل المشفّر تليغرام بافيل دوروف في مطار لو بورجيه، بالقرب من العاصمة الفرنسية، مساء السبت الماضي. دوروف كان مستهدفاً بموجب مذكرة اعتقال في فرنسا، نظراً إلى تطبيقه الشهير الذي عُرف بحرية نشر المحتوى فيه بسبب قلة قيود المراجعة، لكن قلة القيود هي جزء من فلسفة دوروف التي يقول إنه يؤمن بها، في حين ترفضها السلطات حول العالم لمبررات عدة أبرزها السماح بالمحتوى الضار. فمن هو بافيل دوروف وكيف وصل الحال بالملياردير إلى يد الشرطة؟

من هو بافيل دوروف باختصار؟

بافيل دوروف (39 عاماً) هو رجل أعمال تقدِّر مجلة فوربس ثروته بنحو 15.5 مليار دولار. وهو روسي الأصل، فرنسي إماراتي الجنسية، يعيش في دبي حيث مقرّ "تليغرام"، تطبيق التراسل المشفَّر الشهير. في عام 2006، أسّس بافيل دوروف "فكونتاكتي"، أو VK، وهو موقع تواصل اجتماعي يوصف بأنه نسخة روسية من "فيسبوك".

مع نمو قاعدة VK إلى أكثر من 100 مليون مستخدم في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، لفت انتباه الحكومة الروسية، التي طلبت من الشركة في عام 2011 فرض رقابة على الصفحات المتعلقة باحتجاجات ضد الانتخابات البرلمانية. رفض دوروف، فواجه حملة تشويه ضده وضغوطاً لبيع VK، وحتى زيارة منزلية من فريق شرطة مسلح بكثافة. إثر كل هذا باع أسهمه المتبقية في الشركة وغادر روسيا.

وفي عام 2013 أسّس بافل دوروف مع أخيه الأكبر نيكولاي دوروف تطبيق "تليغرام"، الذي سمح بالتواصل من دون تدخل حكومي. وسرعان ما انضم إلى الخدمة المستخدمون الذين شاركوا فلسفة دوروف المناهِضة للرقابة. وأصبحت المنصة ما يسميه بعض المحللين "ساحة معركة افتراضية" للحرب، يستخدمها بكثافة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ومسؤولوه، وكذلك الحكومة الروسية نفسها. كما تحوّلت إلى واحدة من آخر ملاجئ المقاومة الفلسطينية خلال العدوان الإسرائيلي الجاري، حيث تقدّم آخر الأرقام وتفضح جرائم الاحتلال، بينما تقمع المنصات الأميركية محتوى المقاومة والصوت الفلسطيني وتنحاز إلى الاحتلال.

بافيل دوروف الباحث عن الحرية

في مقابلة مع الصحافي الأميركي، تاكر كارلسون، في إبريل/نيسان، عرج دوروف على ظروف رحيله من روسيا وبحثه عن موطن جديد لشركته، متنقّلاً بين برلين ولندن وسنغافورة وسان فرانسيسكو. وقال دوروف في المقابلة: "أفضّل أن أكون حراً بدلاً من تلقي الأوامر من شخص ما"، مؤكداً التزامه بحرية التعبير والخصوصية. وقال دوروف إن بعض الحكومات سَعَت إلى الضغط عليه، لكن التطبيق يجب أن يظل "منصة محايدة" وليس "لاعباً في الجغرافيا السياسية".

أثناء سفره على متن طائرة خاصة من أذربيجان إلى باريس، عند الساعة السادسة مساءً بتوقيت غرينتش، ألقي القبض على دوروف، ليثير أسئلة واسعة ومهمة حول التوازن بين حرية التعبير والحاجة إلى مراجعة المحتوى عبر الإنترنت. فقد واجه "تليغرام" انتقادات لسماحه من ناحية باستخدام المنصة في أنشطة غير قانونية، لكنه من ناحية أخرى وفّر مساحة للتعبير الحر في ظلّ الأنظمة الاستبدادية. وقد تكون لهذه القضية آثار بعيدة المدى على وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات المراسلة في جميع أنحاء العالم، بحيث قد تؤثر على سياسات تعديل المحتوى ومراجعته في المستقبل.

المساهمون