أعلنت منصة إكس (تويتر سابقاً) الحرب على المحتوى المؤيد المقاومة الفلسطينية، فيما تسمح بالتضليل حول العدوان الإسرائيلي على غزة.
وأفاد حساب قسم السلامة في "إكس" بأن الشركة تعمل على إزالة الحسابات المنشأة حديثاً التابعة لحركة حماس، وبأنها تتعاون مع شركات التكنولوجيا الأخرى لمحاولة منع توزيع "المحتوى الإرهابي" عبر الإنترنت. وأكدت أنها "تواصل أيضاً المراقبة للتصدى استباقياً للخطاب المعادي للسامية.
لكن مالك المنصة إيلون ماسك روّج شخصياً للتضليل، بعدما شجع متابعيه، البالغ عددهم 160 مليوناً تقريباً، على الاطلاع على ما يحدث في الأراضي الفلسطينية المحتلة، من خلال متابعة حسابين معروفين بنشر معلومات كاذبة.
إلى ذلك، هددت المفوضية الأوروبية "إكس" بعقوبات، داعية ماسك لتقديم توضيحات خلال 24 ساعة حول تداول معلومات خاطئة وصور عنيفة مرتبطة بالعدوان الإسرائيلي.
وقال مفوض الشؤون الرقمية تييري بريتون في رسالة مؤرخة في 10 أكتوبر/ تشرين الأول، اطلعت عليها وكالة فرانس برس: "بعد الهجمات الإرهابية التي شنتها حماس على إسرائيل، نملك معلومات تفيد بأن منصتكم تستخدم لنشر محتويات غير مشروعة وتضليلية داخل الاتحاد الأوروبي". وأضاف: "تلقينا من مصادر موثوقة تقريراً عن محتويات قد تكون غير شرعية يتم تداولها على شبكتكم على الرغم من إشعارات من السلطات المختصة".
وذكّر بريتون ماسك بأنه "عندما تتلقون بلاغات عن محتوى غير شرعي في الاتحاد الأوروبي يجب التحرك بسرعة بجدية وموضوعية وسحب المحتوى عندما يكون ذلك مبرراً". ويستند بريتون في ذلك إلى التشريع الأوروبي الجديد حول الخدمات الرقمية الذي يطبق منذ نهاية أغسطس/ آب على 19 منصة كبرى.
وبعد ساعات، رد الملياردير على شبكته مباشرة، قائلاً إن "سياستنا هي أن يكون كل شيء مفتوحاً وشفافاً، وهي مقاربة أعرف أن الاتحاد الأوروبي يدعمها".
وكان مركز صدى سوشال أكد، الثلاثاء، أنّ إجراءات "إكس" تعكس انحيازاً لإسرائيل وهدفها إسكات الحسابات الفلسطينية.
وأشار المركز الذي يرصد ويوثق الانتهاكات الرقمية ضد المحتوى الفلسطيني إلى أنه "ينظر ببالغ الخطورة إلى الانحياز الواضح الذي اتخذته منصة إكس في ما يجري في فلسطين، وتأكيدها على إزالة المحتوى الفلسطيني بشكل خاص، في وقتٍ تغض فيه الطرف عن جرائم الاحتلال في قطاع غزة، والتي أظهرت مقاطع الفيديو والصور بشكل واضح استهداف المدنيين فيه، وقتل نحو 700 فلسطيني منهم أطفال ونساء".
وشدّد "صدى سوشال" على أن "الإجراءات المتبعة في ظل الأحداث في الأراضي الفلسطينية هي بمثابة إعلان انحيازٍ رسمي وتام لإسرائيل ضد الفلسطينيين المتواجدين تحت هجوم طائرات الاحتلال، وهو لا يقل خطورة عن المشاركة الفعلية العسكرية مع جيش الاحتلال في جرائمه".
وأضاف: "في وقتٍ يحتاج فيه العالم أن يرى حقيقة ما يجري من الجرائم المرتكبة ضد الفلسطينيين، يدين صدى سوشال إجراءات إكس التي تشكل معوقاً للوصول للمعلومات بشكلٍ حرّ، كما تشكل تهديداً للمؤسسات الصحافية الفلسطينية في تغطيتها مسار الأحداث الفلسطينية ونقل الجرائم، لا سيّما مع قتل إسرائيل صحافيين فلسطينيين".
وإيلون ماسك يؤكد باستمرار رؤيته لحرية التعبير ورفضه لأي "رقابة"، وإن كان يشدد على أن منصته تحترم قوانين كل بلد في هذا المجال.