قال الفنان الأردني منذر رياحنة إن مشاركة الفيلم الأردني "الحارة" في النسخة الرابعة والسبعين لـ"مهرجان لوكارنو السينمائي"، تشكل حافزاً إضافياً له لمواصلة مشواره الفني، وتعكس عمق اختياراته الأدائية التي يدرسها ويقرر خوضها. وقال لـ"العربي الجديد": "دائماً ما أنظر للقيمة العالية التي تقدمها الأعمال التي أشارك فيها، بغضّ النظر عن جماهيرية العمل وانتشاره، ومتيقن أن العمل الذي يحمل قيماً فنية تحاور الجمهور وتشتبك مع عقولهم، سيكون له حضور كبير لديهم".
وعرض فيلم "الحارة" لأول مرة في ساحة بياتزا غراندي، التي تضم أكبر شاشة سينما في الهواء الطلق في أوروبا، ضمن فعاليات المهرجان الذي يقام سنوياً في سويسرا. ولقي أبطال الفيلم احتفاءً جماهيرياً كبيراً عند عرضه من قبل أكثر من خمسة آلاف شخص، بحضور مؤلف ومخرج الفيلم باسل غندور، والأبطال: منذر رياحنة، وعماد عزمي، وبركة رحماني، وميساء عبد الهادي، بالإضافة إلى المنتج يوسف عبد النبي.
وسجل "الحارة" أول مشاركة لفيلم أردني طويل في تاريخ "مهرجان لوكارنو"، كما يعد أول فيلم عربي يشارك في قسم بياتزا غراندي منذ 2008. ونافس الفيلم على ثلاث جوائز هي: "جائزة الجمهور"، و"جائزة فارايتي بياتزا غراندي" التي تقدمها مجلة "فارايتي" الأميركية لمساعدة الأفلام على الانطلاق في مشوارها الدولي، وأيضاً "جائزة سواتش لأفضل عمل أول" إذ يعد الفيلم التجربة الإخراجية الأولى لباسل غندور.
تدور أحداث الفيلم في حي تحكمه النميمة والعنف في شرق العاصمة الأردنية عمّان، حيث يقوم شاب مخادع بالمستحيل ليكون مع حبيبته، لكن والدتها تقف عائقاً أمام اكتمال قصتهما، وعندما تلتقط كاميرا شخص مبتز، مقطعاً مصوراً لهما في وضع حميمي، تلجأ الأم في الخفاء إلى عصابة لتضع حداً لما يحدث، لكن الأمور لا تجري كما خُطط لها.
مع "الثمانية"
إلى ذلك، أشار رياحنة "الذي يحضر لمفاجأة فنية غير مسبوقة" بحسب تعبيره، تجمعه بفنان عربي كبير رفض الكشف عن اسمه، إلى أنه سيتواجد في غضون أيام قليلة في المغرب، لتصوير باقي مشاهده في مسلسل "الثمانية"، موضحاً: "أقوم بدور إرهابي مغربي، ومن أجل ذلك قمت بزيادة وزني وتغيير اللوك. أراهن جداً على العمل وأطلب من الجمهور أن ينتظر عرضه. قمنا بالتصوير في أكثر من دولة، نسعى لترجمة القصة إلى أحداث معاشة يعرفها الناس ويدركون أبعادها".
ويشارك إلى جانب رياحنة في المسلسل الذي كتبه رئيس هيئة الترفيه السعودية تركي آل الشيخ ويخرجه المصري أحمد مدحت، النجوم: آسر ياسين، وخالد الصاوي، وهشام سليم، وغادة عادل، ومحمود البزاوي، وريم مصطفى، ومحمود علاء، ومصطفى البنا ولارا اسكندر، ويُنتظر عرضه نهاية العام الحالي على قنوات mbc ومنصة "شاهد".
حضور سينمائي
لا يخفي رياحنة أمنيته بتقديم شخصية عمر المختار سينمائياً، ويقول: "أجد نفسي أميل لبعض الشخصيات العظيمة في تاريخنا العربي، وأجد أن شخصية عمر المختار بقوتها وفرادتها وحجم تأثيرها، تحتاج لتقديمها في عمل يحكي بطولته ومحبته لوطنه وقضيته. أرغب في أن أكون في ليبيا لأدرس البيئة التي عاش فيها. وأتمنى أن أعثر على المنتج المؤمن بتقديم هكذا عمل". وينتظر رياحنة عرض أحدث عملين سينمائيين له خلال الفترة المقبلة، هما: "ماكو" و"لعبة شيطان". تدور أحداث فيلم "ماكو" حول ثمانية أشخاص يمتلكون شركة لإنتاج الأفلام التسجيلية، يقررون السفر لعمل فيلم تسجيلي عن العبّارة التي غرقت في مياه البحر الأحمر، ويمرون بالكثير من التحديات للوصول إليها، ويتعرضون للكثير من المفاجآت والكوارث. ويشترك في بطولته إلى جانب رياحنة، كل من: ناهد السباعي، وبسمة، ونيكولا معوض، وعمرو وهبة، وسارة الشامي، ومحمد مهران، وعمرو علاء، والنجم التركي مراد يلدريم، وهو من إخراج هشام الرشيدي، في تجربته الإخراجية الأولى. أما فيلم "لعبة شيطان" فيجمعه بالفنانين: باسم سمرة، مصطفى أبو سريع، وإسلام إبراهيم، والفيلم من إخراج إبرام نشأت، وتدور أحداثه حول مجموعة من الشباب تدفعهم الظروف إلى مصير مجهول يتحكم به شيطان من الإنس متمثلاً في تطبيق إلكتروني خبيث، يتسلل إلى هواتفهم الذكية ويسيطر على حياتهم.
نوفل في "موسى"
يرجع رياحنة سبب موافقته على تقديم شخصية "نوفل" في مسلسله الرمضاني الأخير "موسى" الذي جمعه بمحمد رمضان، إلى أن الشخصية تجمع الخير والشر معاً، موضحاً: "أعجبتني الشخصية لأنني لم يسبق لي أن قدمت شخصية يتنازع فيها الخير والشر في آن واحد، فالجمهور تعود عليّ شريراً في الأعمال السابقة، وهو ما أغراني لقبول دور "نوفل"، فأنا أحب الأدوار المركبة التي تتطلب جهدا ذهنياً وبدنياً في أدائهاً".
وأوضح رياحنة أنه لا يختار أعماله بحسب عدد المشاهد التي سيقدمها، مؤكداً: "أنا مؤمن بأن الدور الجيد سيكون مؤثراً حتى لو احتوى على مشهد واحد فقط، لا أقيس أدواري بعدد المشاهد، بل بتأثير الشخصية ومحوريتها في العمل الفني. "نوفل" صعيدي ولكنه من أصول غجرية، ولديه عقدة نقص تظهر في علاقته مع أمه التي لعبت شخصيتها الفنانة فريدة سيف النصر، وهو تركيبة محيرة قد يكون ظالماً ومظلوماً في ذات الوقت ويجمع بين تناقضات عدة. ودائماً ما أحرص على أن أحقق درجة من المصداقية بشكل الشخصية وطريقة الأداء حتى يقتنع المشاهد بها، وأفعل ذلك بالاتفاق مع المؤلف والمخرج، لأن لديهما خيوط الشخصيات التي تتناسب مع مناخ الأحداث وفترتها الزمنية".