ملاحظاتُ مُشَاركةٍ مهنيّة: إزعاجٌ عابر وتصليح مطلوب وتسلّل مُربِك

05 يوليو 2024
حشودٌ تنتظر نجوماً (فيغو مورتنسن) وأخرى تنتظر فيلماً (ميكال زِزَك/فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **مهرجان كارلوفي فاري السينمائي الدولي**: الدورة الـ58 توازن بين عروض سينمائية، لقاءات، ونقاشات، مع صفوف طويلة لمشاهدة الأفلام.
- **مشاكل تنظيمية**: تأخر دخول الصحافيين، خروجهم أثناء العروض، وأبواب صالات تحتاج لتصليح، مما يزعج المشاهدين.
- **إزعاجات إضافية**: تسلل أصوات من صالات أخرى، استخدام الهواتف الجوالة أثناء العروض، مما يؤثر على تجربة المشاهدة.

 

لا تنتهي الملاحظات المستلّة من "مهرجان كارلوفي فاري السينمائي الدولي". فيوميات دورته الـ58 (28 يونيو/حزيران ـ 6 يوليو/تموز 2024) توازن بين عروضٍ ولقاءات سينمائية، وجلسات مقاهٍ ونقاشات ونمائم، وصفوف طويلة لشبانٍ وشابات ينتظرون فرصة تُتيح لهم ولهنّ مشاهدة أفلامٍ عدّة في يوم واحد، رغم أنّ دلائل تُشير إلى أنّ المشاهدة ربما لن تتجاوز فيلمين، فالانتظار طويل، والصالات التابعة لفندق "تيرمال" صغيرة، بينما الصالة الكبيرة، في الطابق الأرضي، لها مدخلٌ آخر.

ملاحظات قليلة تعكس شيئاً من تفاصيل، بعضها مزعج، خاصة أنّها حاصلةٌ في عروضٍ صحافية، وهذا يعني أنّ المشاهِدين والمُشاهِدات صحافيون وصحافيات ونقّاد سينمائيون، وعليهم احترام قواعد مهنية، يُفترض بهم التزامها. غالباً، يدخل أفرادٌ منهم القاعة بعد بدء العرض بدقائق، تمتدّ أحياناً إلى نصف ساعة. الخروج بعد منتصف الفيلم أو أكثر أو أقلّ معروفٌ ومتداول، فهناك من يملّ أو ينزعج أو يُقرّر خروجاً "آمناً" له، قبل إصابته بمزيدٍ من ملل وانزعاج، وهذا كلّه يتناقض، رغم كلّ سببٍ، مع أصول مهنة وقواعدها وأخلاقياتها. لكن الدخول بعد إغلاق الباب بدقائق مزعج للغاية، إذْ لا يكفي أنّ أبواب الصالات الثلاث تلك تحتاج إلى تصليحٍ جذري (تُثير أصواتاً مزعجة للغاية)، والتصليح هذا يجب على مالكي الصالات إجراؤه، يتصرّف زملاء وزميلات كأنّ الصالة ملكٌ لهم ـ لهنّ، فيبحثون عن مقعدٍ من دون احترامٍ لمن يُشاهِد، أو يجلسون أرضاً رغم أنّ مقاعد عدّة فارغة.

تصليحٌ آخر مطلوبٌ أيضاً: هناك صالة غير محميّةٍ كلّياً من "اعتداء" صالة أخرى على مُشاهدة الأفلام فيها، إذْ تتسلّل أصواتٌ من الصالة الأخرى، ما يُربِك المُشاهَدة، إذْ يكون الصوت أحياناً موسيقى، تحول دون معرفة مصدرها: أمُقبلةٌ من الصالة الأخرى، أمْ أنّها جزءٌ من حبكة الفيلم ومناخه؟ مع أنّ هذا حاصلٌ قليلاً، إلّا أنّ إزعاجاً وتشوّشَ متابعة يحدثان، ولو لثوانٍ قليلة.

أمّا الهواتف الجوّالة فحاضرةٌ بدورها، وإنْ يبقى حضورها أخفّ وطأة بكثير من ذاك الحاصل في صالاتٍ عربية، وعربٌ عديدون يستخدمونها في عروضِ مهرجانات غربيّة أيضاً. إطفاء ضوء الصالة، في الموعد المحدّد لبدء العرض من دون أي تأخير (هذه ميزة مهرجانات دولية كثيرة، وبعض العربية أيضاً، بل إنّها واجبٌ مهنيّ)، غير دافع لبعض هؤلاء إلى إطفاء الهواتف، والتوقّف عن الاشتغال بها. يحدث أحياناً، أثناء العرض، أنْ يستخدم أحدهم هاتفه لغرضٍ ما، فيُثير إزعاجاً قليلاً، مع اعتقاده بأنّ تحفيف ضوء الهاتف كافٍ لمنع الإزعاج.

ملاحظات كهذه تُروى كجزءٍ من يوميات مشاركةٍ، ترتكز (المشاركة) على مهنةٍ تبغي الأفضل دائماً لمهرجانٍ، يحافظ على ألقه الفني والثقافي والجمالي والفكري، وهذا كلّه ظاهرٌ في أفلامٍ ولقاءات وتكريمات عدّة.

المساهمون