مكتب محاماة مفبرك بالكامل بالذكاء الاصطناعي... احذروا الوقوع في فخه

26 ابريل 2022
لا يثير الموقع الإلكتروني للشركة الشكوك (Getty)
+ الخط -

استخدم محتالون وجوهاً أنشأها الذكاء الاصطناعي لتأسيس شركة محاماة وهمية في بوسطن، في دليل إضافي على تسهيل التقدم التكنولوجي عمليات الاحتيال.

وسلّط مدير موقع "تيك توكس" التقني بِن ديكسون الضوء على تجربته مع هذا المكتب الوهمي.

رسالة إلكترونية

وصلت ديكسون رسالة إلكترونية تتهمه بانتهاك حقوق الملكية، وكان البريد باسم سيدة تدعى نيكول قدمت نفسها على أنها محامية العلامات التجارية لشركة آرثر ديفيدسون للخدمات القانونية، مدعية أن إحدى الصور التي استخدمها في موقعه تخص أحد عملائها.

وتوعدت الرسالة باتخاذ إجراء قانوني إذا لم يَدفع مبلغاً مالياً كتسوية مقابل الانتهاك المزعوم. لكن ديسكون بدأ بطرح علامات استفهام إثر تأكده من أن الصورة التي نشرها لم تنتهك حقوق الملكية الفكرية.

موقع لا يثير الشكوك

اختار ديكسون البحث أكثر عن شركة آرثر ديفيدسون للمحاماة، فقام بجولة معمّقة في موقع الشركة الإلكتروني، ولاحظ أن كل شيء يبدو طبيعياً ومقنعاً.

ووفقاً للموقع، يعمل مكتب آرثر ديفيدسون منذ عام 2009، وشارك في 420 قضية، وحقق 380 فوزاً. ويعرض الموقع أيضاً رقم هاتف في بوسطن وعنواناً دقيقاً في 177 Huntington Ave، وهو مبنى يضم العديد من مكاتب المحاماة الأخرى.

يحتوي الموقع كذلك على مدونة فيها عدد كبير من المقالات، بما في ذلك مقال يقول إن انتهاك حقوق الملكية يمكن أن يؤدي إلى غرامة قدرها 10 آلاف دولار.

وتُظهر صفحة البروفايلات أسماء وصور 18 محامياً من خريجي جامعات مرموقة عاملين في المكتب. ولكن على عكس المواقع المهنية الأخرى، لا يملك أي من المحامين بروفايلاً على تطبيق "لينكد إن".

علامات استفهام 

رغم المعلومات التي بدت حقيقية على الموقع، اختار ديكسون البحث بشكل أعمق عن تفاصيل حول نطاق الموقع الإلكتروني Domain، ليكتشف أن النطاق أنشئ في فبراير/شباط 2022، رغم أن الشركة كما تعرف عن نفسها موجودة منذ 13 عاماً.

تكنولوجيا
التحديثات الحية

وبالتوزاي مع التدقيق التقني، بحث في "غوغل" عن اسم الشركة في قسم الأخبار. لكنه لم يجد أي ذكر لمكتب المحاماة ولا للقضايا التي فاز بها. ليعود بعدها ويدقق في صور المحامين. ففتح صورة نيكول، التي أرسلت إليه الرسالة الإلكترونية، بالحجم الكامل، فلاحظ أنها تبدو كأنها مولدة باستخدام الذكاء الاصطناعي. 

الذكاء الاصطناعي يصنع وجوهاً غير موجودة

وبالفعل بعد التدقيق والبحث تبين أن الصورة لشخص غير موجود، حالها كحال باقي صور المحامين الموجودة على الموقع، وقد أنشئت عبر موقع يسمى "هذا الشخص غير موجود"، الذي يقوم بابتكار وجوه غير موجودة باستخدام الذكاء الاصطناعي.

من هنا اكتشف ديكسون أن الموقع كله وهمي وأن الهدف منه هو محاولة الحصول على أموال من جهات مختلفة بعد اتهامها بقضايا قانونية كما حصل معه. ونتيجة لهذه القضية اختفى موقع "آرثر ديفيدسون" عن الشبكة، لكن تبقى إمكانية تأسيس موقع آخر بالتقنية نفسها وموجودة وقد يقع ضحيتها الآلاف.

المساهمون