مطالبات بإلغاء حفلي سعد لمجرد في لبنان ومصر

21 ديسمبر 2022
واجه لمجرد اتهامات بالتحرش والاعتداء الجنسي (فتحي بلعيد/فرانس برس)
+ الخط -

ينوي المغني المغربي سعد لمجرد إحياء حفل السنة الجديدة في أحد فنادق العاصمة اللبنانية. تشاركه الحفل هيفا وهبي ونادر الأتات. وفي شرم الشيخ المصرية، يستعد لمجرد لإحياء حفل في 29 ديسمبر/كانون الأول الحالي.

مَسيرة لمجرد حافلة فنياً وجنائياً؛ في جعبته الفنية ملايين المشاهدات لأغانيه، من بينها 140 مليون مشاهدة، لأغنية خاصة لملك المغرب. مسارح عربية استقبلت الفنان الثلاثيني الصاعد، ومسارح أخرى منعته ورفضته وألغت حفلاته المقررة، كما حصل في حفلتي مصر 2020 والعراق 2022. أما جنائياً، ففي جعبة سعد لمجرد ثلاث تهم بالاغتصاب والاعتداء الجنسي. أُلقي القبض عليه، لأول مرة، للاشتباه به في ضرب واغتصاب امرأة في نيويورك، عام 2010. لكنه خرج بكفالة مالية، ولم يعد إلى الولايات المتحدة منذ ذلك الحين. وعام 2016، واجه تهمة الاعتداء الجسدي والاغتصاب في أحد فنادق باريس رفعتها ضِدَه شابة فرنسية، وأطلق سراحه بكفالة مالية، ووضِع تحت المراقبة الإلكترونية. حظي حينها بدعم مالي وقانوني من السفارة المغربية في باريس.

وبين القضيتين الأولى والثانية، ذكرت صحيفة ليبراسيون الفرنسية أن امرأة فرنسية من أصل مغربي تعرضت للاعتداء الجسدي من جانب لمجرد، في مدينة الدار البيضاء، وذلك قبل عامين من الحادثة الثانية. لكنها سحبت شكواها بضغط من عائلتها.

المسرح الذي سيطل عليه لمجرد عنوانه لبنان. لكن، ليس كل جمهور المسرح على وفاق في استقبال لمجرد، وتحديداً الناشطات النسويات، فبعضهن يرين أنه غير مرحّب به، وهو ما عبّرت عنه مديرة جمعية Fe-male حياة مرشاد، في حديثها إلى "العربي الجديد"، قائلة: "لا نقبل باستضافة شخص بحقه عدة قضايا اغتصاب وتحرش بدأت منذ العام 2010 وحتى الآن لم تنتهِ، فيما لم يُبت ببعضها، وهذه القضايا التي نعرفها، فهناك قصص عن قضايا تحرش أخرى لم تتجرأ الناجيات مشاركتها".

وشدّدت مرشاد على أن استقبال لمجرد يعني "نوعاً من التطبيع مع المعنّف وثقافة التعنيف ضد النساء بطريقة أو بأخرى، وذلك بتلميع صورة المعنّف، وفسح المجال له بالظهور والغناء". وأشارت إلى أن "مَرد هذه المشكلة بالأساس يعود إلى التساهل الذي تبديه منطقتنا في عدم إقرار قوانين رادعة لمثل هذه الجرائم، وخصوصاً جرائم قتل النساء، إذ تخفّف من عقوبات مرتكبيها، ويفلت الكثير من المعتدين من عقوباتها، إضافة إلى هيمنة المنظومة الأبوية وتَحكّمها بكل مناحي الحياة، ومن ضمنها شرعنة حالات العنف ضد المرأة".

موسيقى
التحديثات الحية

وعند سؤالها عما إذا كانت تتوقع إقامة بعض التحركات احتجاجاً على إقامة هذه الحفلة، أجابت حياة مرشاد: "لقد شاهدتُ عدداً من حسابات بعض النسويات اللواتي بدأن ينشرن عن الموضوع، داعيات إلى مقاطعة الحفلة. كما أننا، الناشطات النسويات، بالتأكيد، سنعمل على تشكيل ضغط إعلامي لإيصال رسائل احتجاج على إقامة حفلات مماثلة، وإعطاء المجالات لأشخاص مثل لمجرد ليكونوا موجودين بيننا ومرحب بهم وكأن شيئاً لم يكن".

ولكن، هل الممكن أن تنجح حملات الضغط النسوية في لبنان بإلغاء حفل لمجرد؟ بحسب مرشاد، فإن هناك عدداً من الحملات التي نجحت في منع حفلات لسعد لمجرد، كما حصل في مصر قبل عامين. كما أن بعض الحملات في لبنان نجحت في إلغاء عروض فنية كانت ستساهم في نشر ثقافة العنف والمعنفين، مثلما حصل يوم 17 من الشهر الجاري في بيروت، إذ سحب المخرج اللبناني شادي الهبر من أحد عروضه ضمن مسرح "شغل بيت"، دوراً أسند إلى أحدهم بحقّه قضايا تعنيف أسرية.

وفي مصر برزت انتقادات حادة، وتحديداً من ناشطين في مجال العنف ضد المرأة، لمنظمي حفل لمجرد الذين اضطروا إلى إقفال الباب أمام تعليقات المتابعين على صفحاتهم في "فيسبوك".

لكن نقابة الموسيقيين هناك صرحت على لسان رئيس لجنة العمل فيها، منصور هندي، بأنها ليس لديها أي موقف ضد لمجرد. في الوقت نفسه، أشارت إلى أنها لم تتلق طلباً للحصول على إذن بإقامة الحفل، لكنها ستمنح المغني المغربي هذا التصريح حين يصلها طلبه.

قد تنجح الحملات النسوية في لبنان ومصر وغيرهما من البلاد العربية في إيقاف سعد لمجرد وغيره من المعنّفين، ولكن قوانين أكثر هذه البلاد ما زالت قاصرة عن حماية المرأة من العنف بكافة تمظهراته، اللفظي والجسدي والمعنوي والسياسي والاقتصادي. القضية إذاً في أنه لا توجد قوانين محددة حول حالات التحرش والاغتصاب، فهي إما مائعة وغير واضحة المعالم، أو لا تزال في طورها الأول، فما تسمى بـ"قضايا الشرف" لا تزال تحظى بدعم اجتماعي يساندها وخجل قانوني يردعها.

المساهمون