أكد مصدر مقرب من الصحافي المصري المعتقل جمال الجمل، أنّ إدارة السجن نقلته، الأربعاء، إلى مستشفى السجن، بعد تدهور حالته الصحية.
وقال المصدر إنّ الجمل يحتاج إلى علاج مكثف وراحة، ولا سيما أنه أصيب بجلطتين متتاليتين.
وكان مصدر من أسرة الكاتب الصحافي المصري المعتقل جمال الجمل، قد أكد لـ"العربي الجديد"، الثلاثاء، إصابته بفيروس كورونا، ونقله إلى العزل داخل السجن، بعد تدهور حالته الصحية.
وقال المصدر إنّ الجمل يعاني من آلام في الصدر والظهر والرقبة، وحالته تدهورت بشدة في اليومين الماضيين، وأن إدارة السجن رفضت نقله إلى مستشفى السجن للكشف عليه وعلاجه، ورفضت أيضاً نقله إلى مستشفى خاص بمعرفة أسرته.
وأضاف المصدر، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن محامي الجمل تقدم بطلب إلى النائب العام المستشار حمادة الصاوي، لنقله إلى المستشفى.
كان مصدر من أسرة الجمل أكد لـ"العربي الجديد"، الثلاثاء، إصابته بفيروس كورونا، ونقله إلى العزل داخل السجن، بعد تدهور حالته الصحية
وفي 28 فبراير/ شباط الماضي، عُرض الكاتب الصحافي المصري جمال الجمل على النيابة في مصر، بعد 5 أيام من اختفائه لدى وصوله إلى مطار القاهرة، قادماً من إسطنبول.
وكان "العربي الجديد" أول من كشف عن اعتقال الجمل فور عودته من إسطنبول قبل عرضه على النيابة بأيام.
وقال مصدر مقرّب من الجمل إنه فور وصول الكاتب الصحافي من إسطنبول، التي قضى فيها سنوات في منفى "اختياري"، أُلقي القبض عليه وأُبلِغ بأنها مسألة روتينية، وأنه سيُفرَج عنه في أقرب وقت، ولكن بشرط عدم إعلان القبض عليه.
وانقطعت أخبار الجمل بعد وصوله إلى مطار القاهرة، حتى ظهر في وقت متأخر من مساء السبت 28 فبراير/ شباط بعد نشر "العربي الجديد" خبر اعتقاله.
وغادر جمال الجمل القاهرة قبل سنوات، بعد تولّي الرئيس عبد الفتاح السيسي حكم البلاد.
وكان الجمل من أشدّ المدافعين عن انقلاب 30 يونيو/ حزيران 2013، ولطالما وصفه بـ"الثورة الشعبية"، وكانت علاقته جيدة بالسيسي بعدها، حتى إن الرئيس اتصل به هاتفياً بعد إحدى مقالاته اللاحقة التي انتقد فيها بعض الإجراءات السياسية للسيسي، وبعدها توالت المقالات النقدية للجمل، حتى مُنع من الكتابة في المواقع والصحف، ثم تابع كتاباته على صفحته الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، فغادر مصر إلى إسطنبول في تركيا.
وفي 9 سبتمبر/ أيلول من عام 2014، تلقّى الجمل مكالمة طويلة وغير متوقعة من السيسي؛ لمناقشة القضايا التي طرحها في مقالاته بصحيفة "التحرير" قبل إيقافها عن الصدور. وأعلن الجمل تفاصيل "المكالمة الرئاسية" للصحيفة، إذ قال إن "الرئيس السيسي عاتبه بسبب مقالاته عن أن البلد لا توفر الخدمات الأساسية للمواطنين".
وأضاف أن الرئيس السيسي ذكر "حجم الأعباء في إدارة الدولة، في ظل محدودية الموارد والإمكانات، وكان منطق الرئيس في المكالمة (نشيل البلد كلنا مع بعض)، لأن مصر في مرحلة صعبة".
وأكد السيسي في مكالمته للجمل، حسبما نشرت صحيفة "التحرير" في صدر صفحتها الأولى، أنه "لا يضيق من النقد ما دام في حدود المصلحة العامة ودون الإضرار بالبلد".
واستمرّ الكاتب على نهجه في انتقاد سلبيات النظام الحاكم، حتى أُبلِغ بقرار رئيس تحرير صحيفة "المصري اليوم" بإيقافه عن كتابة عموده.
وقال الجمل، في رسالة له عبر صفحته في "فيسبوك" وقتها: "حوصرت تماماً، وفقدت آخر منبر أؤذن منه للحرية والمستقبل. كنت أتمنى أن أدفع بنفسي ثمن مقالات (حواديت العباسيين)، دون إضرار بأحد أو بالصحيفة التي أعتز بها، لذلك توجست من طريقة القبض على مؤسس (المصري اليوم) المهندس صلاح دياب، وتمنيت ألا يكون للأمر علاقة بمحتوى الصحيفة وحرية كتابها".
وجاءت تلك الخطوات من الجريدة وقت إلقاء الأجهزة الأمنية القبض على مؤسسها رجل الأعمال صلاح دياب واتهامه بحيازة سلاح آلي، وإصدار النيابة العامة قراراً بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيق.
وأضاف الجمل: "أكتب بلا حسابات للأسقف المنخفضة، في بلد صار كل شيء فيه منخفضاً، بلد نغرس في أوحاله الورد فيرمينا بالشوك، نغني فيه للأمل وبالأمل فيغرقنا في اليأس والبؤس، ننصره فيخذلنا".