فاز الفيلم الوثائقي "مش صباح الخير" بجائزة أفضل فيلم وثائقي قصير من مهرجان لوليا الدولي للأفلام شمالي السويد. الفيلم من إخراج وتصوير وإنتاج دارين طاطور، وتدور أحداثه حول الأسيرة حنين أعمر التي كتبت تدوينة نصها "مش صباح الخير" واعتقلت جرّاء ذلك، وحُكم عليها بالسجن سنة وثلاثة أشهر.
وصُور الفيلم عام 2020 في طولكرم وشويكة ونابلس وجنين، بكاميرا تصوير فيديو مع بعض المشاهد التي التقطت بالهاتف المحمول، بسبب تضييقات الاحتلال على الحواجز، ومصادرة بعض أدوات التصوير، وأحياناً المنع من الدخول مع أجهزة التصوير.
وفي حديث مع المخرجة دارين طاطور، قالت لـ"العربي الجديد": "فزت بجائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان لوليا في السويد بعد أن تقدمت إليه قبيل سفري إلى منحة لتعلم صناعة الأفلام السينمائية في السويد".
وأضافت: "صوّرت مادة الفيلم عن الأسيرة حنين أعمر لرفع قضية الأسيرات الفلسطينيات عالمياً، وتسليط الضوء على اعتقالات الفلسطينيين التعسفية من قبل الاحتلال، والتعريف بقضية حرية الرأي على منصات الشبكات الاجتماعية".
ولفتت طاطور إلى أن "ملاحقة الاحتلال ناشطين فلسطينيين بسبب مضامين منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي هو السبب الذي اعتقلت بسببه، بعد نشر قصيدة (قاوم يا شعبي)".
وأكدت أن الدافع لإنجاز هذا الفيلم هو قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي، منذ أواخر عام 2015 وحتى الآن، باعتقال المئات من الفلسطينيين بسبب منشوراتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.
وذكرت بأن محققي مخابرات الاحتلال الإسرائيلية يحاولون "إرغام المعتقلين على الاعتراف بأن منشوراتهم تدل على أن لديهم نية للقيام بعمل ما، وعندما يفشلون في تحقيق هذا، تُوجّه اتهامات لهم بالتحريض على العنف أو تأييد جهات إرهابية وإدانتهم وإصدار أحكام عالية بالسجن ضدهم".
وأشارت إلى أنه "حين يفشل المحققون في توفير الأدلة على القيام بالتحريض يُحوّل المعتقل إلى الاعتقال الإداري من دون محاكمة ومن دون تهمة، ويمكن أن يُجدّد الحكم تلقائياً".
وتابعت: "طاول الاعتقال على خلفية التعبير عن الرأي من قبل سلطات الاحتلال كافة فئات الشعب الفلسطيني، بمن فيهم النساء والأطفال والصحافيون والناشطون ونواب المجلس التشريعي".
وقدمت طاطور الفيلم لمهرجانات عدة تُعنى بقضايا حقوق الإنسان في أوروبا وأميركا والأردن ولمهرجان القاهرة السينمائي الدولي.
وعادت طاطور قبل أيام قليلة إلى البلاد بعد عامين من دراستها صناعة الأفلام.
ودارين طاطور (40 عاماً) أسيرة محررة وشاعرة درست صناعة الأفلام والسينما في السويد. وهي ناشطة سياسية في قضايا الأسيرات الفلسطينيات، وأخرجت عدة مسرحيات في السويد، أبرزها "قصيدتي الخطرة" التي سردت عبرها قصة حياتها الشخصية.