مشرعون أميركيون يستجوبون "فيسبوك": قائمة أضرارها على الأطفال تطول

01 أكتوبر 2021
استُجوبت أنتيغوني ديفيس ساعات يوم الخميس (توم برينير/ Getty)
+ الخط -

طالب مشرعون أميركيون، أمس الخميس، شركة "فيسبوك" بالتعهد بمعالجة المخاوف المتصاعدة بشأن تأثير منصاتها، وتحديداً "إنستغرام"، على الصحة النفسية للمراهقين، بينما أصرت إحدى المسؤولات الكبيرات فيها على أن المنصات آمنة بالفعل.

استجوب أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي رئيسة قسم في شركة "فيسبوك" أنتيغوني ديفيس ساعات، أمس الخميس، بسبب تحقيقات نشرتها صحيفة "وول ستريت جورنال" منتصف سبتمبر/أيلول الماضي، عن التأثير السلبي لـ"إنستغرام" على المراهقات وغيرهن. 

خلال جلسة الاستماع، وصف السيناتور ريتشارد بلومنثال تقارير الصحيفة الأميركية بـ"القنبلة". وأضاف أنها "دليل دامغ ومؤثر على دراية (فيسبوك) بالأضرار التي تلحقها منصاتها بالأطفال، وإخفائها هذه الحقائق"، وفق ما نقلت وكالة "فرانس برس".

لكن أنتيغوني ديفيس كررت مرات عدة، خلال جلسة الاستماع، أن التقارير "انتقائية"، لـ"إضفاء صورة قاتمة غير دقيقة على عمل الشركة". وأخبرت المشرعين أن مسحاً للمراهقات يشمل 12 حالة خطيرة، مثل القلق والحزن واضطرابات الأكل، أظهر أن "إنستغرام" كان مفيداً لهن عامة. وأضافت: "في 11 من أصل 12 حالة، كانت المراهقات اللواتي قلن إنهن عانين من هذه المشكلات أكثر ميلاً للقول إن (إنستغرام) تساعدهن، ولا تزيد أوضاعهن سوءاً".

خلال الأسبوع الحالي، أعلنت "فيسبوك" تجميد العمل في مشروعها لإطلاق نسخة من "إنستغرام" مخصصة للأطفال دون سن الثالثة عشرة، بعدما كشفت "وول ستريت جورنال" أن الشركة  كانت على علم بأن استخدام بعض المراهقات التطبيق المذكور أصابهن بالقلق ومشكلات تتعلق بالصحة العقلية. وطالب المشرعون، أمس الخميس، "فيسبوك" بالتعهد بنشر أبحاثها كلها، وعدم استهداف الأطفال دون سن 13 عاماً. 

كانت سلسلة تقارير نشرتها صحيفة "وول ستريت جورنال"، واستندت إلى وثائق ورسائل مسربة من شركة "فيسبوك"، كشفت أن الأخيرة على علم بالكثير من الأضرار التي سببتها، وبينها أداة على منصة "إنستغرام"، التي تملكها، تبين أنها تضر بالصحة النفسية للمراهقات، وبرنامج خاص يعفي النافذين والمشاهير من مستخدمي منصاتها الاجتماعية من إجراءاتها وقواعدها، وتغيير في برمجيتها عام 2018 أدّى إلى ترويج الغضب والانقسام السياسي.

تكنولوجيا
التحديثات الحية

ويوم الثلاثاء، كشفت الوثائق الداخلية التي حصلت عليها "وول ستريت جورنال" أن "فيسبوك" شكلت فريقاً خاصاً لدراسة الأطفال، والتفكير في الطرق التي يمكن عبرها تحقيق الدخل منهم. إحدى هذه الوثائق أشارت إلى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و12 عاماً باعتبارهم أنهم "جمهور قيّم، إنما غير مستغل". واقترحت وثيقة أخرى "الاستفادة من مواعيد اللعب" كوسيلة لدفع "نمو" شركة "فيسبوك".

وثيقة أخرى استشهدت بها الصحيفة، تعود لمارس/آذار الماضي، لحظت أن "فيسبوك" تصارع في سبيل "جذب المراهقين حول العالم"، وحذرت من تباطؤ وتيرة استقطاب هذه الفئة العمرية. وتتوقع "فيسبوك" انخفاض عدد مستخدميها من المراهقين بنسبة 45 في المائة إضافية بحلول عام 2023، وفقاً لـ"وول ستريت جورنال". وأظهرت الوثائق أيضاً أن الشركة تخشى أن تخسر أمام المنافسين، وتحديداً تطبيقي "سناب شات" و"تيك توك" اللذين كانا يكتسبان شعبية بين المراهقين.

وضمن الملف نفسه، ذكرت "وول ستريت جورنال" يوم الأربعاء أن بحثاً أجرته شركة "فيسبوك" كشف أن متابعي نجوم مواقع التواصل الاجتماعي، ومنهم كيم كارداشيان وجاستن بيبر وتشارلي داميليو، على "إنستغرام"، يعانون من المزيد من المشاعر السلبية المرتبطة بصورة الذات.

حمل البحث عنوان "المقارنة الاجتماعية على إنستغرام"، واستطلع آراء مائة ألف شخص في مارس/آذار وإبريل/نيسان 2020 في تسعة بلدان، منها الولايات المتحدة وأستراليا والبرازيل.

وقال المتحدث باسم "فيسبوك" كيفن مكاليستر إن الاستطلاع لم يطلب من المشاركين ذكر حسابات معينة، لكن الباحثين وجدوا أن حسابات المشاهير كانت "بعض أكثر الحسابات التي يتابعها من أخبرونا أنهم تعرضوا لمستويات أعلى وأقل من المقارنة الاجتماعية السلبية على إنستغرام"، استنادا إلى بيانات داخلية للشركة.

وخلص الباحثون إلى أن مشاهدة المزيد من المحتوى الخاص بالمشاهير على "إنستغرام" يرتبط بزيادة الإحساس بالمقارنة السلبية. وكشفوا أن نحو نصف المحتوى الذي يحظى بمتابعة على "إنستغرام" خاص بالمشاهير.

من المقرر أن تدلي مبلّغة عن مخالفات "فيسبوك" بشهادتها أمام أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي يوم الثلاثاء المقبل، لكن لم يتضح ما إذا كانت هي نفسها من سربت الوثائق التي استندت إليها "وول ستريت جورنال" في تقاريرها. ومن المتوقع أن تكشف المبلغة عن هويتها يوم الأحد المقبل، في مقابلة مسجلة للبرنامج الإخباري التلفزيوني "60 دقيقة". أفاد البرنامج، في إعلانه التشويقي، بأن المبلغة موظفة سابقة في "فيسبوك"، تركت منصبها مصطحبة معها عشرات الآلاف من صفحات البحث.

المساهمون