تراجعت حدة التوتر بين المؤسسات الإخبارية الأميركية والبيت الأبيض، بعد أربع سنوات هي فترة ولاية الرئيس السابق دونالد ترامب، وتراجعت معها أعداد المشاهدين والمشتركين في خدمات هذه المؤسسات.
فوفقاً لبيانات شركة إحصاءات "نيلسن"، تراجعت مشاهدة شبكة "سي أن أن" التي خاضت مواجهات عدة مع ترامب، خلال أوقات الذروة، بنحو 50 في المائة في مارس/آذار الحالي، مقارنة بالعام الماضي. الانخفاض كان أقل في مشاهدات "فوكس نيوز" و"أم إس أن بي سي".
وتراجعت الزيارات إلى موقع صحيفة "نيويورك تايمز" بنسبة 30 في المائة، من نوفمبر/تشرين الثاني حتى فبراير/شباط، و27 في المائة في "واشنطن بوست"، وفقاً لمؤسسة الأبحاث "كومسكور".
يمكن رد الانخفاض جزئياً إلى انتهاء الموسم الانتخابي الأميركي المثير للجدل، لكنه يسلط الضوء على الواقع الاقتصادي الذي كانت تواجهه وسائل الإعلام في الفترة التي سبقت ولاية ترامب.
وعلّق البروفيسور علوم الاتصالات في "جامعة هارتفورد" آدم كيارا، في حديث لوكالة "فرانس برس" اليوم الأربعاء، أن "هذا الواقع الاقتصادي ليس جديداً، إذ كنا نشهده لسنوات"، مشيراً إلى أن ولاية ترامب منحت المؤسسات الإخبارية "تقدماً مؤقتاً"، مثل "نيويورك تايمز" التي حقق ارتفاعاً حاداً في اشتراكاتها الرقمية، و"سي أن أن" التي استقطبت المشاهدين.
وأردف كيارا "لكن على المدى الطويل، فإن الأشخاص يبتعدون عن قنوات الكابل التقليدية واشتراكات الصحف، ويعتمدون أكثر على المنصات الإلكترونية... كل تلاميذي تقريباً يتلقون الأخبار عبر مواقع التواصل الاجتماعي".
وقال بروفيسور الاتصالات السياسية في "جامعة بوسطن" توبي بيركوفيتز، في حديث أيضاً للنسخة الإنكليزية من "فرانس برس"، إن ترامب كان "الإوزة التي تبيض ذهباً بالنسبة للصحف والقنوات".
وأضاف بيركوفيتز: "غياب الدراما في واشنطن يعني إثارة أقلّ، ما يترجم إلى انخفاض في عائدات الإعلانات والاشتراكات في المؤسسات الإخبارية ويعمّق أزمتها الاقتصادية". ووصف الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن بـ"الرجل الممل" الذي لا يفتعل أحداثاً درامية، وبالتالي يصعب مهمة جذب المشاهدين والقرّاء.
حققت المؤسسات الإخبارية الأميركية نمواً ملحوظاً خلال فترة ولاية ترامب، لا سيما تلك التي واظبت على انتقاده وكشف ممارساته، مثل "سي أن أن" التي تضاعف عدد مشاهديها، و"أم إس أن بي سي" التي جذبت مشاهدين أكثر بمقدار 3 مرات حينها، مقارنة بعام 2014.
كما رفعت صحيفة "نيويورك تايمز" عدد مشتركيها إلى أكثر من سبعة ملايين، لكن المحللين يحذرون من أن النمو في المستقبل قد يكون محدوداً.