مسلسل "باب العامود"... تفاصيل التصوير وأسراره في القدس

06 مايو 2023
حكايات المسلسل من قلب القدس (العربي الجديد)
+ الخط -

 

بعد عشر سنوات على الموسم الأول من الدراما الفلسطينية "باب العامود"، يواصل الفنان إسماعيل الدبّاغ سعيه الدؤوب إلى تسليط الضوء على مشاكل المقدسيّين الاجتماعية، والسياسية، والاقتصادية وغيرها، في قالب كوميدي ساخر، فقدّم الجزء الرابع في الموسم الرمضاني الماضي، من كتابته وإنتاجه وبطولته برفقة مايا أبو الحيّات التي تشاركه في تجسيد العمل منذ البدايات، والفنانين: أحمد أبو سلعوم، وعامر خليل، وريم اللو، وغيرهم، ويُعرض عبر شاشتي تلفزيون فلسطين، وفضائية معاً الفلسطينية.

والمسلسل الذي أنتجه مسرح الرواة في القدس، وعرض بمعدل جزء كل عامين، يُقدّم بطريقة الحلقات المنفصلة، مع الحفاظ على ثبات طبيعة الشخصيات وتركيبتها، ويطرح قضايا عدّة وتفاصيل لا يعرف بعض الفلسطينيّين وغالبية العرب عنها شيئاً، ففي حلقة "عروس من نابلس" عالج موضوع "لمّ الشمل" الذي تحول فيه سلطات الاحتلال الإسرائيلي دون السماح للمقدسي من لمّ شمل عائلته حال تزوّج امرأة من الضفة الغربية، ويكون الأمر أكثر تعقيداً إن كانت من قطاع غزة، والعكس صحيح في حال كانت العروس مقدسية وزوجها من خارج القدس.

وعبر شخصية "حسن شكيب بظاظو"، حملت حلقات الموسم الرابع عناوين عدّة، بينها: "مخدرات"، و"توقيت شتوي"، و"السفير حسن"، و"بدّي أحج"، و"القوي عايب"، و"نميمة"، و"عيد زواجنا"، و"عظّم الله أجركم"، و"مؤسسة التهاون"، و"في بيت حسن"، و"الحردانة"، و"صحفي ميداني"، وغيرها.

ومسلسل "باب العامود"، حسب ما وصفه الفنان إسماعيل الدبّاغ، "فكرة مقدسيّة"، وحكاياته من قلب القدس، لافتاً لـ"العربي الجديد"، مع انتهاء موسم العرض الرمضاني، إلى أن الهدف منه كان "فتح نافذة إلى العالم للتعرف على واقع القدس وأهلها بعيداً عن الشعارات والصراخ"، بحيث "قدّم صورة واقعية بعيدة عن استدرار التعاطف لفلسطينيين يعيشون في القدس في ظل الاحتلال، وانعكاساته على أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية"، عبر "قصص خرجت من منازل القدس وحاراتها"، فكلّ حلقة تتحدث عن "تفاصيل حياتنا التي لا يظهر فيها الاحتلال بالنمط الكلاسيكي، ولكنه لا يغيب عنها أيضاً، وذلك عبر رصد حيواتنا ويوميّاتنا التي لا تخرجه من حضوره المباشر وغير المباشر، وهو حضور ذو طابع قمعي، نلمسه عبر همومنا في البيوت، والشوارع، والمدارس، وحتى في علاقاتنا الاجتماعية"، وهي معاناة لا تبرزها نشرات الأخبار.

ويبرز "باب العامود" كيف يعيش أهل القدس حالة معقّدة، فهم ليسوا في حالة تواصل مع الفلسطينيين، وهم بطبيعة الحال شوكة في حلق الاحتلال ومشاريعه لتهويد المدينة، وهو ما أكده الدبّاغ بقوله لـ"العربي الجديد": "نحن في القدس نشعر أننا وحدنا، وخاصة مع محاولات ربط صورة المقدسي بما يمكن تسميته باللاجئ الجديد، أو حصر معاناته في ترميم المنازل، في الوقت الذي هو نفسه بحاجة إلى ترميم".

وأعرب الدبّاع عن سعادته بتفاعل الجمهور مع العمل، خاصة الأسرى من داخل زنازين الاحتلال، واللاجئين في المخيمات داخل فلسطين وخارجها، وأهل القدس بطبيعة الحال، واصفاً المسلسل بأنه مع الوقت سيشكل "وثيقة تاريخية عن الحياة المجتمعية والسياسية والثقافية والاقتصادية في القدس، وواقع المدينة، خاصة بعد عقود من الآن".

وكشف كاتب العمل والشخصية المحورية فيه، لـ"العربي الجديد"، أن ظروف التصوير، وتحديداً في المواقع الخارجية، كانت معقدة للغاية، وكثيراً ما تعرض وفريق العمل لمخاطر عدّة بسبب إصرارهم على التصوير الخارجي، "فلا يعقل أن تُقدّم عملاً عن القدس، وأنت فيها، ولا تصوّر في حاراتها وشوارعها وساحاتها"، لكنّ هذا كان يصطدم بمعوقات كثيرة تفرضها سلطات الاحتلال، وعليه، يكون التصوير أحياناً في ظروف غاية في التعقيد، وقد تأتي على حساب "الجودة"، فالتصوير الخارجي في القدس غالباً ما يكون لقطة واحدة، وبالتالي، وحسب الدبّاغ، يكون من الصعب في غالبيّة الأحيان إعادة أي مشهد خارجي، وهذا يؤثر، بدرجات متفاوتة، على الطريقة التي تخرج بها هذه المشاهد، والتي "تصويرها بحد ذاته، وبهذه الطريقة السريّة، إن جاز التعبير، يُعدّ عملاً نضالياً في القدس التي تسيطر عليها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بالكامل"، "أما دخول الأقصى للتصوير في ساحاته فهذه قصة أخرى لا يمكن الحديث في تفاصيلها".

المساهمون