مسلسل "كسر عضم" بجزء وحيد

15 مايو 2022
مخرج مسلسل "كسر عضم" رشا شربتجي (لؤي بشارة/فرانس برس)
+ الخط -

لم يكن هدف الكاتب السوري هوزان عكو، مؤلف الجزء الأول من "الهيبة"، قبل ست سنوات، تقديم مسلسل يتألف من أجزاء، كل ما كان في جعبة عكو وقتها مجموعة من الأفكار المُدونة على ورق، بإمكانها أن تتحول إلى رواية أو مسلسل، تنقل سيطرة النافذين على الحدود البرية التي تربط لبنان وسورية. كانت فكرة تُطرح للمرة الأولى في عمل درامي لبناني/ سوري مُشترك. ونظرا لدقة الطرح، اعتمد الكاتب، في ما بعد، على محور قصة الحب المكملة للفكرة الرئيسية، واختار تيم حسن ونادين نسيب نجيم، بالاتفاق مع شركة الإنتاج لإتمام العمل.

حقق مسلسل "الهيبة" في الجزء الأول أعلى نسبة مشاهدة؛ فهو يجمع بين التشويق والبطل الذي لا يُقهر، وبين الواقع القائم في لبنان، حول سيرة المهربين، وقائد هذه المجموعات.

لم يقتنع عكو، رغم النجاح الساحق الذي حققه في "الهيبة"، باستكمال الرواية، بل خرج من الحلبة بعدما طلبت منه شركة الإنتاج التفرغ لجزء ثان. لكنه رفض وباع الفكرة للشركة، ونأى بنفسه عن الأجزاء الأربعة التي عرضت من "الهيبة"، وانتهت بالجزء الخامس في نوفمبر/ تشرين الثاني 2021.

قبل أيام، قطعت المخرجة رشا شربتجي الطريق أمام شركة "كلاكيت" للإنتاج، بعد عبارة "إلى اللقاء في الجزء الثاني"، التي ظهرت في الحلقة الأخيرة من مسلسل "كسر عضم". وكتبت شربتجي: "أعظم أنواع الحصاد هو حصاد المحبة بعد التعب، وقد التمسناها بشكل كبير من شغف جمهورنا الكريم، الذي دعَمَنا منذ بداية التصوير وحتى نهاية العرض. كانت شراكة مميزة ورائعة مع شركة كلاكيت التي قدمت كل الدعم لإنجاز هذا المسلسل، لكننا ارتأينا أخيراً أن نعمل على مشروع آخر جديد، بدلاً من صنع جزء آخر للمسلسل، كي لا نقع في فخ التكرار، وبحثاً عن مواضيع متجددة".

تنبهت المخرجة السورية للخطورة في إنجاز جزء ثان، خصوصاً أنها أنهت حياة معظم الشخصيات المحورية في "كسر عضم" في الحلقات الأخيرة، واعتمدت على النهاية السعيدة في المحاور المترابطة مع حكايات الفساد والفقر والهجرة وتجارة الأعضاء، وغيرها من القضايا المتشعبة التي طرحها الكاتب علي معين صالح.

 

الواضح أن شربتجي أصبحت تدرك جيداً معنى النجاح والحفاظ عليه، وهو ما حملته ضمن تجربتها من بيروت، عندما فشلت في إخراج معظم المسلسلات المشتركة، التي صورت في لبنان منذ سبع سنوات، وسقوط كبير لمسلسل "ما فيي"، الذي طلبت شركة الصباح للإنتاج إنجاز جزء ثان له، لم يحقق النجاح الجماهيري المطلوب، وكان مشابهاً للدراما المحلية اللبنانية، التي ترواح مكانها منذ عقود. بين الترويج والتجارة، ومعايير أو دوافع إنتاج أجزاء متتالية لأعمال درامية، خط فاصل، وتحمل شركة الإنتاج مسؤولية نجاح هذه الأعمال أو فشلها، ما يعكس استغلال شركات الإنتاج نفسها لمسلسلات بإمكانها أن تكون جرعة درامية تستوفي شروط النجاح، في النص والسيناريو والإخراج والتمثيل.

المساهمون