أبدى المشاهدون العرب تململاً من الأعمال الدرامية التي احتلت شاشاتهم خلال الفترة الأخيرة، بعدما اقتصرت على قصص الحب المستهلكة التي لا تتبع تسلسلاً منطقياً للأحداث في معظمها. لكن مجموعة من المسلسلات التي يمكنها أن تقلب المشهد، ولو قليلاً، ستكون حاضرة في بداية الخريف المقبل.
يؤكد المخرج اللبناني سعيد الماروق، في اتصال مع "العربي الجديد"، أنه يعول على مسلسله "الدولة العميقة" الذي يبدأ عرضه في الرابع عشر من سبتمبر/ أيلول المقبل، عبر منصة شاشة، وهو إنتاج كويتي "ضخم" من ثماني حلقات، صورت معظم مشاهده في كوبا، واستخدمت فيه تقنيات سينمائية ومؤثرات غير مسبوقة، وفقاً للماروق. القصة والنص للكاتب فيصل البلوشي، أما الإنتاج فهو لشركة ومنصة شاشة.
يصف الماروق القصة بأنها جديدة على المشاهد العربي، ولا تخلو من العصابات والصراع على السلطة. وهو أعطى مساحة لافتة لمشاهد الحركة والسرعة والإثارة التي ميزت مشواره في عالم الإخراج، ويؤكد أن هذا الملعب الخاص بالتشويق يستهويه كمخرج، في حين يؤكد أن كلفة الإنتاج كانت مرتفعة، بسبب التقنيات التي استخدمت وتكاليف السفر إلى خارج الكويت. وقد استغرق تصوير العمل أكثر من 9 أشهر.
وتستثمر منصة شاهد في مجموعة من المسلسلات التي يفترض عرضها مع نهاية السنة الحالية، ومنها مسلسل "البنك" المؤلف من 10 حلقات. المرشحون للبطولة هم قصي خولي، وصبا مبارك، وعادل كرم. تدور أحداث العمل حول الصراعات الطبقية، والحب، والخيانة، من خلال مجموعة شابة قررت اقتحام مصرف، خلال السبعينيات في العاصمة اللبنانية بيروت، حيث كانت توجد قضايا كبرى، وأحلام ثورية، وأيديولوجيات مختلفة. ويبدو أنه إسقاط على السنوات القليلة الماضية التي عاشها لبنان، في ظل الوضع الاقتصادي الصعب ومحاولة المودعين الدخول إلى المصارف لسحب ودائعهم بعدما صودرت بفعل الفساد والسلطة السياسية.
ويصور في المملكة العربية السعودية مسلسل "فرسان القرية" المؤلف من 10 حلقات. هناك مرشحان لدور البطولة، هما إبراهيم الحجاج وعبد العزيز الشهري. بعد تعرض رجل أعمال للضغوط والمقارنة بأقرانه وأصدقاء الطفولة الذين شغلوا مناصب بارزة، يقرر الرجل تحدي نفسه بالتخلي عن شركته العائلية المزدهرة الموروثة، مقابل امتلاك نادٍ محلي لكرة القدم، وجد في مجموعة لاعبيه أنهم غير مؤهلين للمشاركة في الرياضات الاحترافية.
وينتظر أيضاً مسلسل "عرابة بيروت" المؤلف من 12 حلقة، من بطولة نور الغندور ومهيار خضور، وإخراج فيليب أسمر. على خلفية الحياة الليلية الصاخبة في السبعينيات في بيروت، يستعاد سرد قصة "مدام جولييت" ملكة المشهد الاجتماعي النخبوي في المدينة. تمتلك جولييت ملهى "بيروت القديمة" وهي مصممة على توفير ما يكفي من المال لتهرب يوماً ما مع ابنتها من مضايقات رجل سياسي نافذ. لكن، نظراً لانخراطها بشكل أكبر في سوق التجارة بالبشر والجنس، فإنّ ماضيها يهدد باللحاق بها وتدمير كل ما عملت من أجله.